عاجل

حزب الله يشنّ هجوماً مركباً على "عين شيمر" و"إلياكيم" و"شراغا"    البيت الأبيض: يجب على إيران ألا ترد على "إسرائيل"    "المقاومة العراقية" تهاجم هدفا حيويا في الجولان المحتل    

مستقبل الصراع العربي – الصهيوني !! .. بقلم: الدكتور محمد سيد أحمد

2024-07-09

مستقبل الصراع العربي – الصهيوني !! .. بقلم: الدكتور محمد سيد أحمد

ليست المرة الأولى التي نتحدث فيها عن مستقبل الصراع العربي – الصهيوني، وحتماً لن تكون الأخيرة، فخلال هذا الأسبوع كنت ضيفاً على قناة المنار، بصحبة الإعلامي المقاوم عمرو ناصف، وكانت الحلقة بعنوان: "زوال الكيان العنصري الصهيوني بين الحقيقة والخيال"، وطرح المذيع سؤالاً استنكارياً في بداية الحلقة يقول:  إسرائيل إلى زوال حقيقة أم درب من خيال؟! ثم استطرد ليؤكد أننا مؤمنين بزوال هذا الكيان، لكننا نطرح هذا السؤال لنثبت أنه توقع قائم على أسس علمية ومنطقية تصل لحد البديهيات والمسلمات، ليس فقط عند العرب المقاومين، لكنها قناعة راسخة عند الصهيوني نفسه، وهذا ما يؤكده الدكتور عبد الوهاب المسيري في مقاله: "الدولة الصهيونية بين المأساة والملهاة" والذي كتبه في عام ٢٠٠٨، فيقول: "على عكس ما يتصور الكثيرون فإن هاجس زوال الدولة الصهيونية يعشش في وجدان الإسرائيلي، فلا يجب أن ننسى أن كل الجيوب الاستيطانية المماثلة قد لاقت نفس المصير أو الاختفاء" ويحدد المسيري عشرة أسباب لهذا الزوال قادم لا محالة هي: "فشل الصهاينة في تحديد ماهية الدولة اليهودية، تآكل المنظومة المجتمعية لإسرائيل، فشل مصطلح الصهر، انهيار نظرية الاجماع الوطني لاتساع الهوة بين العلمانيين والمتدينين، تغيير السياسات والتوجهات بما يزيد حالة القلق داخل إسرائيل من قبل المفكرين والمثقفين الذي وصل لحد الهاجس من الانهيار، ارتفاع معدلات النزوح من الكيان الصهيوني أو ما يسمى بالهجرة المعاكسة، انعدام ثقة الصهيوني بأن لإسرائيل مستقبل، عزوف الشباب عن المشاركة في الحياة العسكرية، تزايد الاعتماد الإسرائيلي على الولايات المتحدة، تشبث العرب في الأراضي المحتلة بحقوقهم وفشل الإسرائيلي في القضاء على السكان الفلسطينيين وهو ما يجعل الوضع الديموغرافي في صالح الفلسطينيين وليس الصهاينة، استمرار المقاومة بكل أشكالها"، هذا ما توقعه المسيري قبل سنوات، فما بالنا لو شهد طوفان الأقصى وما أحدثه من زلزال حتماً سيعجل بزوال هذا الكيان الهش.

 

وحاولت من خلال الحلقة ومعي الأستاذ تحسين الحلبي المفكر الفلسطيني الإجابة على السؤال، وأحاول هنا مجدداً التأصيل لحقيقة الصراع العربي – الصهيوني، من أجل تشكيل وعي حقيقي داخل بنية العقل الجمعي العربي، حتى يمكننا استشراف مستقبل هذا الصراع، ففي الوقت الذي نؤكد فيه على أن هذا الصراع هو صراع وجود، هناك تيار داخل النخبة العربية يسعى لتكريس فرضية وهمية تقول أن صراعنا مع العدو الصهيوني هو صراع حدود، بمعنى أنه يمكننا التعايش مع هذا العدو بعد توقيع اتفاقيات سلام مزعومة، على أن يسمح هذا العدو لهم بتأسيس دولة فلسطينية على جزء من الأرض العربية الفلسطينية المحتلة، وهو ما تبلور بفكرة حل الدولتين على حدود ٤ يونيو ١٩٦٧، وحاول أنصار هذا التيار التطبيعي تزييف وعي العقل الجمعي العربي على مدار النصف قرن الماضي مما خلق بعض الأتباع الذين يعتقدون بإمكانية السلام والتعايش مع العدو الصهيوني ويحاولون إقناع الأجيال الجديدة بأفكارهم الانهزامية التي لا أساس لها على أرض الواقع، في الوقت الذي يروجون فيه لنظرية الواقعية السياسية التي تؤكد من وجهة نظرهم أن العدو الصهيوني يمتلك قدرات عسكرية متطورة وهائلة، ويلقى دعماً غربياً ودولياً منقطع النظير، لذلك لا يمكننا مواجهته وعلينا أن نستسلم للأمر الواقع وننفذ رغبات هذا العدو الصهيوني المغتصب والمحتل لأرضنا العربية.

 


التعليقات

إدارة الموقع ليست مسؤولة عن محتوى التعليقات الواردة و لا تعبر عن وجهة نظرها

لا يوجد تعليقات حالياً

شاركنا رأيك

Create Account



Log In Your Account