نفط وغاز وطاقة

تباين أسعار النفط بالقرب من الأعلى لها في ثلاثة أعوام ونصف متغاضية عن ارتفاع مؤشر الدولار للأعلى له هذا العام

2018-05-16 -- 19:15 م

تذبذبت العقود الآجلة لأسعار النفط في نطاق خلال الجلسة الأمريكية لنشهد استقرارها بالقرب الأعلى لها منذ الأسبوع الأخير من تشرين الثاني/نوفمبر من عام 2014 متغاضية عن ارتفاع مؤشر الدولار الأمريكي للأعلى له منذ 19 من كانون الأول/ديسمبر الماضي وفقاً للعلاقة العكسية بينهما عقب التطورات والبيانات الاقتصادية التي تبعنها اليوم الأربعاء عن الاقتصاد الأمريكي أكبر مستهلك للطاقة عالمياً والتي تضمنت أظهر التقرير الأسبوعي لإدارة معلومات الطاقة تقلص العجز في مخزونات النفط الأمريكية دون التوقعات.

في تمام الساعة 05:44 مساءاً بتوقيت جرينتش انخفضت العقود الآجلة للنفط الخام الأمريكي "نيمكس" تسليم 15 حزيران/يونيو المقبل 0.27% لتتداول حالياً عند مستويات 71.12$ للبرميل مقارنة بالافتتاحية عند 71.31$ للبرميل، بينما ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت تسلم 15 تموز/يوليو القادم 0.37% لتتداول عند 78.72$ للبرميل مقارنة بالافتتاحية عند 78.43$ للبرميل، في حين ارتفع مؤشر الدولار الأمريكي 0.12% ليتداول حالياً عند مستويات 93.33 مقارنة بالافتتاحية عند 93.22. 

هذا وقد تابعنا عن الاقتصاد الأمريكي أكبر اقتصاد في العالم الكشف عن بيانات سوق الإسكان الأمريكي التي أظهرت تراجع المنازل المبدوء إنشائها وتصريح البناء في الولايات المتحدة خلال نيسان/أبريل، حيث أوضحت قراءة مؤشر المنازل المبدوء إنشاؤها تراجعاً بنسبة 1.8% لنحو 1,352 ألف منزل مقابل ارتفاع بنسبة 4.1% عند نحو 1,377 ألف منزل في آذار/مارس الماضي، متفوقة على التوقعات التي أشارت لتراجع بنسبة 2.1%  عند نحو 1,350 ألف منزل.

كما تراجعت قراءة مؤشر تصريح البناء بنسبة 3.7% لنحو 1,287 ألف تصريح مقابل ارتفاع بنسبة 3.6% عند نحو 1,336 ألف تصريح في آذار/مارس، أسوء من التوقعات التي أشارت لتراجع بنسبة 0.7% عند نحو 1,310 ألف تصريح، وجاء ذلك بالتزامن مع حديث عضو اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوح ورئيس بنك أتلانتا الاحتياطي الفيدرالي رافائيل بوستيك حيال التوقعات الاقتصادية في بورصة أوغوستا للأقطان. 

وجاء ذلك قبل أن نشهد عن أكبر دول صناعية في العالم صدور قراءة مؤشر الإنتاج الصناعي والتي أظهرت استقرار وتيرة النمو عند 0.7% دون تغير يذكر عن ما كانت عليه في آذار/مارس الماضي، متفوقة على التوقعات عند 0.6%، بالتزامن مع أظهر قراءة مؤشر معدل استغلال الطاقة تسارع وتيرة النمو إلى 78.0% مقابل 77.6% في آذار/مارس، دون التوقعات عند 78.4%.

وصولاً إلي أظهر التقرير الأسبوعي لإدارة معلومات الطاقة الأمريكية لمخزونات النفط عجز 1.4 مليون برميل خلال الأسبوع المنقضي في 11 من أيار/مايو الجاري مقابل عجز 2.2 مليون برميل في القراءة الأسبوعية السابقة، بخلاف التوقعات التي أشارت لعجز 1.1 مليون برميل، لنشهد انخفاض المخزونات إلى 432.4 مليون برميل، لتظل المخزونات أدنى النطاق المتوسط لمثل هذا الوقت من العام.

كما أوضح تقرير إدارة معلومات الطاقة الأمريكية تراجع مخزونات وقود المحركات لدى الولايات المتحدة أكبر مستهلك للطاقة عالمياً 3.8 مليون برميل، بينما لا تزال المخزونات أعلى النطاق المتوسط لمثل هذا الوقت من العام، أما عن مخزونات المشتقات المقطرة التي تشمل وقود التدفئة فقد انخفضت 0.1 مليون برميل، لتظل بذلك المخزونات أدنى النطاق المتوسط لمثل هذا الوقت من العام.

على الصعيد الأخر، فقد تابعنا في وقت سابق اليوم أعرب الوكالة الدولية للطاقة أنه من المرجح أن يتباطأ الطلب العالمي على النفط هذا العام مع اقتراب سعر الخام من 80$ للبرميل، موضحة أن العديد من الدول المستوردة الرئيسية توقفت عن تقديم دعم سخي في أسعار الوقود لمستهلكيها، وذلك مع تخفيض الوكالة توقعاتها لنمو الطلب العالمي إلى 1.4 من 1.5 مليون برميل يومياً خلال العام الجاري 2018.

وفي نفس السياق، قامت الوكالة الدولية للطاقة والتي مقرها العاصمة الفرنسية باريس بمراجعة نمو إنتاج الدول غير الأعضاء بمنظمة الدول المصدرة للنفط الخام أوبك إلى 1.87 مليون برميل يومياً، وصرحت الوكالة أنه "سوف يكون أمراً استثنائيا إذا لم تؤثر قفزة كبيرة كهذه على نمو الطلب وبالأخص مع تقلص دعم المستهلك النهائي أو قطعه في عدة اقتصاديات ناشيئة خلال السنوات الأخيرة".

وختاماً أفادت الوكالة بأن المشهد الجيوسياسي سريع التغير في الوقت الراهن قد يحول الانتباه عن المخزونات مع انصباب تركيز المنتجين والمستهلكين على دراسة سبل الحد من التقلبات في سوق النفط، مضيفة أنها سوف تراقب التطورات في سوق النفط عن كثب وتقف على أهبة الاستعداد للتحرك إذا اقتضت الضرورة بما يكفل استمرار تلقي الأسواق إمدادات جيدة.

بخلاف ذلك، فقد نوه الأمين العام لمنظمة أوبك محمد باركيندو أن نسب الالتزام باتفاق خفض الإنتاج العالمي للنفط بقيادة منظمة أوبك بالتعاون مع حلفائها المنتجين من خارج المنظمة وعلى رأٍسهم روسيا بواقع 1.8 مليون برميل يومياً حتى نهاية هذا العام، سجلت مستويات قياسية، موضحاً أن النسبة بلغت نحو 149% في نيسان/أبريل الماضي، ومن المقرر أن تجتمع أوبك وحلفائها في 22 من حزيران/يونيو المقبل لمناقشة الأوضاع في سوق النفط واستعادة التوازن في الأسواق وموعد إنهاء اتفاق خفض الإنتاج العالمي للنفط دون التأثير على توازن الأسواق.

ويأتي ذلك عقب ساعات من كشف منظمة أوبك عن تقريرها الشهر والذي أوضح أن تخمة المعروض العالمي من النفط الخام في الأسواق أوشكت على الانتهاء، وأنه من المتوقع أن يرتفع الطلب العالمي على النفط بواقع 1.65 مليون برميل يومياً خلال هذا العام، ليصل إلى نحو 98.85 مليون برميل يومياً، ويذكر أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعلن مؤخراً عن سحب بلاده من اتفاق الدول الخمسة الكبرى مع إيران ثالث أكثر منتج للنفط لدى منظمة أوبك بواقع 4 مليون برميل يومياً، وإعادة فرض عقوبات اقتصادية مشددة على طهران.

وقد تصاعدت حالة القلق حيال التوترات الجيوسياسية التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط الغنية بالنفط مع مطلع الأسبوع وسط إضرابات التي تشهدها الأراضي الفلسطينية المحتلة والتي أسفرت عن قتل عشرات وإصابة مئات الفلسطينيين بأيدي قوات الاحتلال في احتجاجات على تدشين السفارة الأمريكية في القدس والتي ساهمت في ارتفاع أسعار النفط يوم أمس الثلاثاء للأعلى لها منذ الأسبوع الأخير من تشرين الثاني/نوفمبر من عام 2014.

ووفقاً للتقرير الأسبوعي لشركة بيكر هيوز الذي صدر يوم الجمعة الماضية ارتفعت منصات الحفر والتنقيب على النفط العاملة في الولايات المتحدة بواقع 10 منصات لتعكس بذلك سادس زيادة أسبوعية على التوالي وليبلغ بذلك إجمالي المنصات 844 منصة والذي يعد أعلى مستوى لها منذ آذار/مارس من عام 2015، ويذكر أن أسعار النفط ارتفعت بأكثر من 50% خلال عام متغاضية عن ارتفاع الإنتاج الأمريكي للنفط للأعلى له على الإطلاق عند 10.70 مليون برميل يومياً، ليقترب من مستويات إنتاج روسيا أكبر منتج للنفط عالمياً عند 11.0 مليون برميل يومياً.