عاجل

انخفاض على درجات الحرارة غداً مع فرصة لهطل زخات متفرقة    رحالة تشيكي: سورية تمتلك تاريخاً مذهلاً وتزخر بالمعالم الأثرية الفريدة    مجموعة سياحية من رومانيا تضم أطباء ومهندسين ومعلمين ومديري شركات ومتقاعدين يزورون بصرى الشام    

هكذا يرون بعض المحللين خطاب ترامب في الجمعية العامة للأمم المتحدة ؟

2018-09-26 -- 08:15 ص

اعتبرت الأوساط الإسرائيليّة الرسميّة أنّ خطاب الرئيس الأمريكيّ، دونالد ترامب، أمس في الجمعية العامّة للأمم المُتحدّة، أنّه بمثابة طوق النجاة الذي تلّقاه رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، بعد تورّطه مع روسيا في قضية إسقاط الطائرة قبل أسبوع ونيّف فوق الأراضي السوريّة، فدولة الاحتلال بعد قرار موسكو بتزويد الجيش العربيّ السوريّ بمنظومات S300ليست كما كانت قبل ذلك: حالة من التوجّس والقلق والخشية تسود الأوساط السياسيّة والأمنيّة عقب الخطوة الروسيّة، التي اعتُبرت في إسرائيل إستراتيجيّة من الدرجة الأولى، وتحمل في طيّاتها تبعاتٍ سياسيّةٍ بعيدة المدى، ستُلقي بظلالها على حريّة عمل سلاح الجوّ الإسرائيليّ في الشرق الأوسط، وستؤجج الأزمة بين الدولتين، والتي وصلت إلى ذروتها في اليومين الأخيرين.

صحيفة (هآرتس) العبريّة نشرت في عددها الصادر اليوم الأربعاء تحليلاً لخطاب ترامب، أكّدت فيه على أنّ الرئيس الأمريكيّ بتغليبه الوطنيّة على العولمة، قال بلغةٍ بذيئةٍ جدًا لزعماء العالم إنّ الولايات المُتحدّة الأمريكيّة لا تعترف بالنظام العالميّ الذي نشأ قبل حوالي سبعين عامًا، أيْ بعد انتهاء الحرب العالميّة الثانيّة، وأنّ بلاده تسعى إلى نظامٍ جديدٍ يعتمد بادئ ذي بدء على الوطنيّة، على حدّ تعبير المُحلّل أنشيل بيفر، الذي أضاف أنّ ترامب كان تعبًا جدًا ومُرهقًا أكثر عند إلقاء الخطاب، ربمّا بسبب المشاكل الداخليّة التي تُلاحِقه في واشنطن من كلّ حدبٍ وصوبٍ.

وتابع المُحلّل قائلاً إنّ ترامب اختار كيل المديح لأربعة دولٍ: الهند، والتي يقوم رئيسها بتطوير الوطنيّة الهنديّة ويدوس في الطريق في القيم الديمقراطيّة، ووصفها بأنّه مجتمع حرّ يتكّون من مليار شخص. بالإضافة إلى ذلك، مدح ترامب الملك السعوديّ ووليّ العهد، محمد بن سلمان، اللذين سمحا للنساء بقيادة السيارّة، ولكنّهما بالمُقابل قاما باعتقال وإعدام منتقدين لسياستهما في المملكة. ترامب، أضاف المُحلّل الإسرائيليّ، أعرب عن إعجابه ببولندا، التي سنّت القوانين التي تحّد من دراسة الهولوكوست، وقامت بحلّ المحكمة العليا، واصفًا إيّاها بالأمّة الكبيرة التي تُحافِظ على استقلالها، أمنها وسيادتها، وبطبيعة الحال، أوضح المُحلّل، كال ترامب المديح لإسرائيل وألبسها القُبعّات الإيجابيّة المُختلفة، لافتًا إلى أنّها احتفلت هذا العام بمرور سبعين عامًا على إقامة الديمقراطيّة، مُتناسيًا عن سبق الإصرار والترصّد، أكّد المُحلّل، القانون العنصريّ الذي سنّته، هو المعروف بقانون القوميّة، على حدّ تعبيره.

المُحلّل الإسرائيليّ لم يجِد سببًا مُقنعًا للضحك من قبل زعماء العالم في مقطعٍ من خطاب الرئيس الأمريكيّ، ولكنّه أضاف قائلاً: فليواصِلوا الضحك، إنّه يُعبّر عن ضعفهم ووهنهم في أنّهم لا يستطيعون فعل أيّ شيءٍ لوقف ما أسماه انتشار النظريّة الترامبيّة (نسبة بترامب). وشدّدّ المُحلّل بيفر في سياق تحليله على أنّ الزعيم الذي بدت عليه علامات اليأس والغضب كان رئيس السلطة الفلسطينيّة، محمود عبّاس، لافتًا إلى أنّ الزعيم الفلسطينيّ كان الأكثر مسكينًا من أيّ زعيمٍ آخر في القاعة، خصوصًا عندما تفاخر وتباهى ترامب بنقل سفارة الولايات المُتحدّة من تل أبيب إلى القدس باعتباره إنجازًا تاريخيًا، مُشدّدًا في الوقت عينه على أنّ الرئيس الأمريكيّ لم يذكر ولو بكلمةٍ واحدةٍ الشعب الفلسطينيّ، وعوضًا عن ذلك استخدم قضية نقل السفارة إلى القدس كأداةٍ للهجوم على المجتمع الدوليّ والخبراء، الذين بحسبه، أخطئوا مرّةً أخرى، وأثبتوا لكلّ مِنْ في رأسه عينان على أنّهم دائمًا على خطأ، على حدّ تعبيره.

وخلُص المُحلّل إلى القول إنّ الخبراء، من مُنطلق فهم الرئيس ترامب، يخطئون دائمًا، وفي كلّ اجتماعٍ دوليٍّ، في الأمم المُتحدّة، في اجتماعات حلف شمال الأطلسيّ (الناتو)، في منظمّة التجارة العالميّة، مُشدّدًا على أنّ ترامب يعتبر أفكارهم وأرائهم بمثابة مؤامرةٍ على الولايات المُتحدّة الأمريكيّة، على حدّ قوله.

على صلةٍ بما سلف، نشرت صحيفة (يسرائيل هايوم) العبريّة، المُقرّبة جدًا من رئيس الوزراء الإسرائيليّ، بنيامين نتنياهو، نشرت تعقيبًا لداني دانون، مندوب تل أبيب في الأمم المُتحدّة، الذي قال بعد خطاب الرئيس الأمريكيّ: الرئيس ترامب، قال دانون، أثبت أنّ الولايات المُتحدّة تقف في الجانب الصحيح من التاريخ، وتقف صامدةً وشامخةً إلى جانب إسرائيل، ومن أجل الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، وأضاف السفير الإسرائيليّ: من خلال دعمها للدولة العبريّة والاستقرار في المنطقة، فإنّ الولايات المُتحدّة تقود منظمّة الأمم المُتحدّة إلى حقبةٍ جديدةٍ، والتي ستقضي على الكره الدفين لإسرائيل، وبالإضافة إلى ذلك، فإنّ هذا التوجّه، اختتم السفير دانون، يضع إيران في مكانها وحجمها الطبيعيين، على حدّ وصفه.


التعليقات

إدارة الموقع ليست مسؤولة عن محتوى التعليقات الواردة و لا تعبر عن وجهة نظرها

لا يوجد تعليقات حالياً

شاركنا رأيك

Create Account



Log In Your Account