عاجل

اليوم الخميس.. علي لاريجاني يزور سورية للقاء الأسد وكبار المسؤولين    مواعيد مباريات اليوم الخميس 14-11-2024 والقنوات الناقلة    عدوان إسرائيلي يستهدف جسوراً وطرقات على الحدود مع لبنان بريف حمص    

على خطى رون ديرمر.. ماذا فعل وزير التخطيط الاستراتيجي الإسرائيلي في موسكو.. وهل ثمة صفقة على حساب إيران والمقاومة؟ بقلم: د. سلام العبيدي

2024-11-11

على خطى رون ديرمر.. ماذا فعل وزير التخطيط الاستراتيجي الإسرائيلي في موسكو.. وهل ثمة صفقة على حساب إيران والمقاومة؟ بقلم: د. سلام العبيدي

استوقفني تعليق الصحفي الروسي المرموق مكسيم شيفتشينكو المعروف بتعاطفه مع القضية الفلسطينية ومحور المقاومة على الزيارة غير المعلنة التي قام بها وزير التخطيط الاستراتيجي الإسرائيلي إلى موسكو الأسبوع الماضي. الوزير الإسرائيلي رون ديرمر انتقل فيما بعد من العاصمة الروسية إلى واشنطن، على ما يبدو للقاء فريق الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترمب.

وفق إذاعة الجيش الاسرائيلي فان “زيارته (دريمر) تبدو جزءا من جهود إسرائيل لتحقيق هدنة في لبنان”، معتبرة ان “روسيا لاعب رئيسي في سوريا وقد يكون تعاونها في اتفاق دبلوماسي لإنهاء الأعمال العدائية بين إسرائيل وحزب الله جزءا مهما من اتفاق يمنع الجماعة المدعومة من إيران من إعادة التسلح”.

يقول شيفتشينكو إنه فيما يتعلق بإيران، سيبدأ الأمريكيون في العمل على قطع العلاقات الروسية الإيرانية، مما يجعل بعض صفقات واشنطن مع موسكو بشأن أوكرانيا متوقفة على مدى استعداد روسيا لخفض مستوى علاقاتها مع إيران.

ويرى الصحفي الروسي ان في موسكو، وتحديدا في مختلف اروقة السلطة واوساط الاعمال ومستويات قوات الأمن والهياكل الإعلامية، هناك الكثير من أنصار إسرائيل، أصدقاء إسرائيل، مواطنين اسرائيليين يعملون في السر والعلن، مرتشين من قبل إسرائيل، مع اقارب وأصدقاء وشركاء لهم في إسرائيل، بحيث أن عرض مثل هذه الصفقات من قبل كل من تل ابيب واشنطن لتقويض العلاقات الروسية الإيرانية يجري انتظاره بفارغ صبر في موسكو.

يؤكد شيفتشينكو ان في هذه الأوساط (الصديقة لاسرائيل في روسيا) لا يعرفون شيئا عن إيران، ولا يريدون أن يعرفوا شيئاً، وينشرون عمدا كل أنواع الهراء. ويختتم الصحفي المناصر للقضية الفلسطينية والذي سبق أن زار فلسطين المحتلة وجنوب لبنان بالقول: “يعرف الأمريكيون أخلاقيات “الروس الجدد” وكيف يجب التعامل معهم”.

-https://cdn.optad360.net/icons/branding-ads.svg-

في الواقع ما ذكره مكسيم شيفتشينكو تناولناه اكثر من مرة، وتحديدا منذ ما يقرب من عامين، منذ زار الرئيس الإيراني الراحل إبراهيم رئيسي موسكو روسيا، لقد عطل اللوبي الإسرائيلي المتنفذ في أعلى هرم السلطة الروسية منذ ذلك الحين توقيع اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين روسيا وايران. وتكرر هذا التعطيل اثناء قمة بريكس التي عقدت في قازان الروسية في النصف الثاني من تشرين الاول / اكتوبر الماضي. (تناولنا في “رأي اليوم” من قبل تعقيدات العلاقات بين موسكو وطهران). في الوقت نفسه، تحاول الصحافة الروسية المنحازة للكيان الاسرائيلي أن توحي للرأي العام بأن إيران هي التي تعرقل التوقيع. لقد سافر وزير الدفاع الروسي السابق (نائب رئيس مجلس الامن حاليا) سيرغي شويغو إلى طهران عدة مرات لبحث تأجيل التوقيع ولإقناع (ارغام) ايران عدم الرد على العدوان الإسرائيلي، بعد اعتداء القنصلية الإيرانية في دمشق واغتيال الشهيدين إسماعيل هنية والسيد حسن نصر الله.

ما اراد أن يبينه شيفتشينكو هو انه عندما يحظى مجرم الحرب بنيامين نتنياهو بالكثير من الدعم في موسكو، فإنه لم يعد بحاجة للدعم الأمريكي المطلق في المرحلة الانتقالية بعد الانتخابات.

لا يوجد ادنى شك في إن الدبلوماسية المكوكية لوزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي بين تل أبيب وموسكو وواشنطن على مدى الأيام الأخيرة كانت مرتبطة بهذا الموضوع (صفقة أوكرانيا مقابل ايران) على وجه التحديد. إن تحول روسيا من إيران إلى كل من إسرائيل والولايات المتحدة مقابل تساهل في الشأن الأوكراني هو مسألة المستقبل القريب، من وجهة نظر الصحفي الروسي.

لطالما ساومت روسيا ما بعد الاتحاد السوفيتي في عهد بوريس يلتسين على المبادئ. كل شيء معروض للبيع، بما في ذلك المصالح القومية والأصدقاء! وهذا ينظر إليه بشكل طبيعي في المجتمع المعاصر. لأن الناس حرموا أولا من الأيديولوجية الاشتراكية ومن الضمير بعد ذلك. وفيما بعد اصبح المعمول به هو قياس الضمير بالمبالغ في الحسابات المصرفية وماركات السيارات المستوردة وأثمان الشقق الفارهة. أي أن الناس فقدوا هويتهم السوفياتية المبنية على قاعدة التضامن الأممي والصداقة بين الشعوب ودعم حركات التحرر الوطنية، وتحولوا إلى مجموعات من المستهلكين الذين يقلدون الغرب في كل شيء بلا حس وطني ولا هوية روسية أصيلة، تلك الهوية التي كتب عنها عظماء الأدب الروسي أمثال بوشكين ودوستويفسكي وتولستوي!

من دون أيديولوجية أصيلة وهوية جمعية قائمة على العدالة الاجتماعية والمساواة، لن تخرج روسيا من ورطتها. “لا تصنعوا من روسيا امريكا اخرى” – هذه هي رسالة مكسيم شيفتشينكو وغيره من الشخصيات الإعلامية والثقافية الروسية التي تجمع بين الوطنية والقومية والأممية والتي تم إبعادها عن المنابر الإعلامية الرسمية القابعة تحت سيطرة اللوبي الموالي لكيان الاحتلال الاسرائيلي.


التعليقات

إدارة الموقع ليست مسؤولة عن محتوى التعليقات الواردة و لا تعبر عن وجهة نظرها

لا يوجد تعليقات حالياً

شاركنا رأيك

Create Account



Log In Your Account