عاجل
كشفت وثيقة اسرائيلية ان مستقبل سورية والوجود الإيراني فيها في مركز الاهتمامات الأمنية والاستراتيجية لتل ابيب ، التي تسعى إلى التنسيق مع الولايات المتحدة وروسيا والأردن وجهات سورية محلية أيضا، وسط ترجيح أن حل الدولة الفدرالية هو الأكثر احتمالية، رغم ذلك، تبدو إسرائيل كمن تتلمس طريقها في "الظلام السوري".
وقالت الوثيقة البحثية الاسرائيلية «ان اهتمام إسرائيل الأساسي، من الناحية الأمنية، يتركز على سورية الذي ما زال غير واضح رغم تراجع ما يسمى المعارضة المسلحة عن مناطق كانت تسيطر عليها. وفي الوقت الذي تعلن فيه إسرائيل إنها لا تريد التدخل في سورية، غير أنها تسعى إلى التدخل في المحادثات الجارية حول مستقبل سورية وحول اتفاقات وقف إطلاق النار في مناطق سورية.
وقال التقرير الاسرائيلي «انه ليس واضحا، حاليا، ما تخطط له تل ابيب من أجل أن تؤثر على مستقبل سورية لكن وزير الأمن الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، اعتبر في تصريح أطلقه مؤخرا أن احتمال الحرب وارد، وهذا من نوع التصريحات التي تتكرر في إسرائيل، لكنه اعتبر أنه «في الحرب المقبلة في الشمال لن تكون هناك جبهة لبنان. ستكون هذه جبهة واحدة، جبهة الشمال (المؤلفة من) سورية ولبنان معا». رغم ذلك، تبدو إسرائيل كمن تتلمس طريقها في «الظلام السوري».
ورأت دراسة جديدة صدرت عن «معهد أبحاث الأمن القومي» في جامعة تل أبيب، مؤخرا، أن «نهاية الحرب لا تظهر في الأفق». وأشارت الدراسة، التي صدرت بعنوان «سورية: من دولة إلى منظومة هجينة – التأثيرات المترتبة على إسرائيل»، إلى أن «سورية التي عرفناها تغيرت بالكامل منذ بدء الحرب».
وأضافت أن الحرب التي تسببت بتفكك المنظومة السياسية والعسكرية في سورية «ستكون العامل الاستراتيجي المركزي الذي سيرسم النظام السياسي المستقبلي، وأحد أبرز المؤشرات على ذلك هو نشوء مناطق وجيوب داخل سورية وتسيطر عليها جهات مختلفة، لديها مصالح متناقضة.
وبحسب هذه الدراسة، فإن أية تسوية في سورية ستعبر عن «تجميد وضع معين لتوازن القوى الداخلي وللدعم الذي تمنحه جهات خارجية، لكن التهدئة ليست مضمونة». وتوقعت الدراسة استمرار القتال المسلح لسنوات. ومن الجهة الثانية، توقعت الدراسة أن «الجهات المحلية في سورية ستواجه صعوبة بالانفصال عن الأوصياء عليهم (أي الدول التي تمولهم)، الإقليميين والدوليين. ولذلك يبدو أنه ستنشأ في سورية منظومة سياسية معقدة يندمج فيها حكم مركزي ضعيف ومراكز قوة محلية قوية إلى جانب تدخل جهات خارجية إقليمية ودولية بشكل كبير».حسب ما جاء في الدراسة
وعددت الدراسة المصالح السياسية – الأمنية الإسرائيلية في سورية كالتالي: أولا: ضمان الهدوء الأمني والاستقرار في الجبهة الشمالية لإسرائيل، ووجود عنوان مسؤول في سورية يكون بالإمكان بلورة قواعد لعبة معه.
ثانيا: منع استقرار إيران السياسي والعسكري وأذرعها في سورية وتقليص تأثيرها على بلورة سورية من الناحية الجغرافية والحكم والعسكرية.
وقالت الدراسة أن إصرار سياسي من جانب إسرائيل على ذلك لن يكون كافيا، وأنه يتعين على إسرائيل أن «تظهر حزما في ممارسة القوة واستعدادا ’لكسر القواعد’ من أجل منع نشر قوات إيرانية وميليشيات موالية لها في جنوب سورية».
ثالثا: تنسيق استراتيجي مع الولايات المتحدة بخصوص مستقبل سورية، وحضها على تدخل متزايد في عملية التسوية في سورية وتوسيع المصالح الأمريكية هناك لتشمل قضايا تتعدى تفكيك «داعش».
وكالات
إدارة الموقع ليست مسؤولة عن محتوى التعليقات الواردة و لا تعبر عن وجهة نظرها
لا يوجد تعليقات حالياً