عاجل
تذبذبت العقود الآجلة لأسعار النفط في نطاق ضيق موضحة تباين في الأداء لنشهد ارتداد خام نيمكس للجلسة الثالثة من الأدنى له منذ مطلع شباط/فبراير 2002 واستقرار سلبي لخام برنت بالقرب من الأدنى له في 18 عام وسط الاستقرار الإيجابي لمؤشر الدولار وفقاً للعلاقة العكسية بينهم على أعتاب التطورات والبيانات الاقتصادية المرتقبة اليوم الأربعاء من قبل الاقتصاد الأمريكي أكبر منتج ومستهلك للنفط عالمياً والتي تتضمن الكشف عن تقرير إدارة معلومات الطاقة والذي قد يعكس اتساع الفائض إلى 3.7 مليون برميل مقابل 1.6 مليون برميل.
وفي تمام الساعة 04:23 صباحاً بتوقيت غرينتش ارتفعت العقود الآجلة لأسعار النفط "نيمكس" تسليم أيار/مايو المقبل بنسبة 2.04% لتتداول عند مستويات 20.51$ للبرميل مقارنة بالافتتاحية عند 20.10$ للبرميل، مع العلم، أن العقود استهلت تداولات الجلسة على فجوة سعرية هابطة بعد أن اختتمت تداولات الأمس عند مستويات 20.48$ للبرميل.
كما ارتفعت العقود الآجلة لخام "برنت" تسليم آيار/مايو القادم 0.04% لتتداول عند 22.74$ للبرميل مقارنة بالافتتاحية عند 23.00$ للبرميل، مع العلم، أن العقود استهلت التداولات أيضا على فجوة سعرية هابطة بعد أن اختتمت تداولات الأمس عند 22.76$ للبرميل، بينما ارتفاع مؤشر الدولار الأمريكي 0.09% إلى 99.06 مقارنة بالافتتاحية عند 98.97، مع العلم، أن المؤشر اختتم تداولات الأمس عند 99.05.
هذا ويترقب المستثمرين حالياً من قبل الاقتصاد الأمريكي الكشف عن بيانات أولية لسوق العمل مع صدور قراءة مؤشر التغير في وظائف القطاع الخاص والتي قد تعكس فقد 150 ألف وظيفة مقابل 183 ألف وظيفة مضافة في شباط/فبراير، ويأتي ذلك قبل ساعات من الكشف بعد غد الجمعة عن التقرير الشهري للوظائف عدا الزراعية ومعدلات البطالة بالإضافة إلى معدل الدخل في الساعة لشهر آذار/مارس.
كما تتطلع الأسواق للكشف عن القراءة النهائية لمؤشر مدراء المشتريات الصناعي من قبل ماركيت عن الولايات المتحدة والتي قد تعكس اتساع الانكماش إلى ما قيمته 48.2 مقابل 49.2 في القراءة الأولية للشهر الماضي ومقابل اتساع عند 50.7 في شباط/فبراير، وذلك قبل أن نشهد صدور قراءة مؤشر الإنفاق على البناء والتي تظهر تباطؤ النمو إلى 0.6% مقابل 1.8% في كانون الثاني/يناير.
ويأتي ذلك بالتزامن مع الكشف أيضا من قبل أكبر دولة صناعية في العالم عن قراءة مؤشر معهد التزويد الصناعي والتي قد تظهر انكماش إلى ما قيمته 44.9 مقابل اتساع عند 50.1 في شباط/فبراير، بينما قد توضح قراءة مؤشر معهد التزويد الصناعي المقاس بالأسعار اتساع الانكماش إلى 41.6 مقابل 45.9، ونود الإشارة، لكون صدور القراءة عند ما قيمته 50 أو أعلى تعكس اتساعاً، بينما صدورها أقل من 50 توضح انكماشاً.
بخلاف ذلك، فقد تابعنا منذ قليل الكشف عن بيانات القطاع الصناعي للصين ثاني أكبر اقتصاد في العالم وثاني أكبر دولة صناعية عالمياً مع صدور قراءة مؤشر مدراء المشتريات الصناعي كايكسين من قبل ماركيت عن الصين والتي أظهرت اتساعاً إلى ما قيمته 50.1 مقابل انكماش عند 40.3 في شباط/فبراير، متفوقة على التوقعات التي أشارت لتقلص الانكماش إلى 45.0.
وجاء ذلك عقب ساعات من كشف اتحاد الصين للوجستيات والمشتريات(CFLP) بالأمس عن بيانات القطاع الصناعي والخدمي لشهر آذار/مارس والتي أظهرت اتساعاً في أعقاب أسوء أداء في تاريخها على الإطلاق خلال شباط/فبراير من جراء تداعيات الحجر الصحي والإغلاق الذي اعتمدته الصين مؤخراً ضمن الجهود الرامية للحد من انتشار فيروس كورونا والذي بدأ في مدينة ووهان الصينية.
على الصعيد الأخر، فقد تابعنا بالأمس أفادت المتحدث باسم الكرملين الروسي ديمتري بيسكوف بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ناقشا خلال اتصال هاتفي تطورات الأوضاع في أسواق النفط، موضحاً أن الرئيسان عبرا عن عدم تقبلهم للأسعار الحالية للنفط، ومضيفاً أنهم يروا أن الأسعار الحالية ليست في مصلحة البلدين.
وجاء ذلك، عقب ساعات من أعرب الرئيس الأمريكي ترامب الاثنين الماضي على عزمه الاتصال بنظيره الرئيس الروسي بوتين لمناقشة تطورات الأوضاع في أسواق النفط وبالأخص عقب نزيف الأسعار مؤخراً، مع تطرقه آنذاك لكون كلاً من المملكة العربية السعودية ثالث أكبر منتج للنفط في العالم ولدى منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك وأكبر مصدر للنفط عالمياً ولدى أوبك وروسيا ثاني أكبر منتج للنفط عالمياً يتجهان إلى الجنون في أسواق النفط.
وجاء ذلك في أعقاب التقرير تابعنها بالأمس والتي تطرقت لكون إنتاج أوبك النفطي ارتفع بواقع 90 ألف برميل يومياً إلى 27.93 مليون برميل خلال آذار/مارس، وفي سياق أخر، تابعنا أيضا بالأمس أعرب وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو عن كون بلاده قد تقرر إلغاء العقوبات المفروضة على فنزويلا في حالة التزامها بخطة بلاده والتي تتمثل في اجتماع الرئيس الفنزويلي وزعيم المعارضة لتشكيل حكومة انتقالية وإجراء انتخابات لاحقاً لا يشارك فيها الرئيس.
وجاء ذلك عقب ساعات من التقرير التي تابعنها في مطلع هذا الأسبوع والتي أفادت بأن إنتاج النفط في فنزويلا تراجع للأدنى له في خمسة أشهر إلى 670 ألف برميل يومياً من جراء العقوبات الأمريكية المفروضة على فنزويلا، ويذكر أن وزير النفط الفنزويلي مانويل كيوفيد نوه مسبقاً لكون بلاده تخطط للعودة بمستويات الإنتاج لما كانت عليه في 2018 ما بين 1.5 و1.6 مليون برميل يومياً، إلا أن العقوبات الأمريكية تحول دون ذلك.
وفي سياق أخر، فقد تابعنا أيضا الاثنين الماضي التقرير التي تطرقت لكون السعودية قررت زيادة صادراتها النفطية بحلول مطلع آيار/مايو المقبل بواقع 600 ألف برميل إلى 10.6 مليون برميل يومياً، مع الإفادة بأن تلك الزيادة نتاجه عن تراجع الطلب المحلي على النفط ومشتقاته وبالأخص مع إحلال الغاز الطبيعي محل النفط المستخدم في إنتاج الكهرباء في حقل الفاضلي.
وتابعنا أيضا مؤخراً التقرير التي تطرقت لكون السعودية لم تتواصل مع روسيا وليس هناك مباحثات حول التوصل لاتفاقية جديدة من أجل المحافظة على توازن أسواق النفط، وجاء ذلك عقب تصريح نائب وزير الطاقة الروسي بافيل سوروكين بأن أوبك بلس لا تزال على تواصل بالرغم من عدم توصلهم لتسوية مؤخراً حيال اتفاق خفض الإنتاج العالمي للنفط والذي كان يقتدي بخفض الإنتاج بواقع 1.7 مليون برميل حتى نهاية الشهر الماضي.
وتطرق سوروكين الجمعة لتوقعاته بأن ينخفض الإنتاج الأمريكي بواقع 1.5 مليون برميل يومياً خلال العام الجاري 2020 وأن تتراوح أسعار النفط بين 30$ و35$ للبرميل خلال هذا العام، ونود الإشارة لكون العقود الآجلة لأسعار النفط عكست خلال الربع الفصلي الماضي أسوء أداء لها على الإطلاق بعد أن فقدت الشهر السابق نحو نصف قيمتها مع التوقعات بتراجع الطلب العالمي بشكل حاد مع الحجر الصحي الذي يطبق على نطاق واسع عالمياً.
وذلك بالتزامن مع حرب أسعار التي اندلعت في وقت سابق من الشهر الماضي مع عدم توصل أوبك وعلى رأسها السعودية وحلفاء أوبك وعلى رأسهم روسيا أو ما يعرف بـ"أوبك بلس" لاتفاق وتحول الأطراف المعنية للمحافظة على حصصهم السوقية على حساب أسعار النفط، حيث تابعنا مؤخراً التقرير التي تطرقت لعزم المملكة زيادة إنتاجها للطاقة القصوى بالإضافة إلى تقديمها لتخفيضات هائلة على أسعار البيع الرسمية للشهر الحالي.
بخلاف ذلك، فقد نوه المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس الأسبوع الماضي لأهمية اتخاذ الإجراءات الاحترازية كمنع التجمعات، السفر وتتبع الحالات المصابة ورصدها، بالإضافة لحماية الكوادر الطبية والصحية وبالأخص في البلدان الفقيرة التي يسهل فيها انتشار الفيروس، ووفقاً لأخر الأرقام الصادرة عن المنظمة فقد ارتفع عدد الحالات المصابة بالفيروس لنحو 755 ألف ولقي 36,571 شخص مصرعهم في 202 دولة.
ووفقاً للتقرير الأسبوعي لشركة بيكر هيوز الذي صدر الجمعة، تراجعت منصات الحفر والتنقيب على النفط العاملة في الولايات المتحدة بواقع 40 منصة لإجمالي 624 منصة خلال الأسبوع المنقضي الجمعة الماضية، لتعكس ثاني تراجع أسبوعي لها على التوالي والأدنى لها منذ 2015، الأمر الذي قد ينعكس على معدلات الإنتاج في الولايات المتحدة والتي ارتفعت في وقت سابق من هذا الشهر للأعلى لها على الإطلاق إلى 13.1 مليون برميل يومياً.
وكالات
إدارة الموقع ليست مسؤولة عن محتوى التعليقات الواردة و لا تعبر عن وجهة نظرها
لا يوجد تعليقات حالياً