عاجل
وصف المتحدث باسم الكرملين، المحادثات التي أجرتها بلاده مع الولايات المتحدة وحلف الناتو، بـ "غير ناجحة"، قائلاً إنها "أسفرت عن بعض التفاصيل الإيجابية، ولكن هذا لم يكن الهدف الرئيسي منها".
وأوضح ديميتري بيسكوف، الخميس، غداة المحادثات الروسية مع حلف شمال الأطلسي "الناتو"، أن "المحادثات أظهرت خلافات بشأن قضايا جوهرية"، مشدداً على أن "روسيا ليست مهتمة بالعملية الدبلوماسية فقط من أجل الحوار"، مشدداً على ضرورة التوصل إلى "نتائج ملموسة".
وأشار بيسكوف، إلى أن موسكو "تتوقع رداً كتابياً خلال الأيام القادمة على مقترحات الضمانات الأمنية" التي قدمتها بلاده إلى الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين.
وبخصوص خفض التصعيد على الحدود مع أوكرانيا، قال المتحدث إن حلف الناتو "لا يمكنه أن يملي علينا أين يجب أن ننشر قواتنا على أراضينا".
عقوبات على بوتين
وبشأن الاقتراحات التي قدمها عدد من أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي الديمقراطيين، والمتعلقة بفرض عقوبات على روسيا والرئيس بوتين، قال ديميتري بيسكوف إنها "خطوة سلبية جداً"، و"تجاوز للحدود"، مشيراً إل أن "توقيت اقتراح العقوبات بالتزامن مع المحادثات الأمنية، جعلها تبدو وكأنها محاولة لممارسة الضغط على روسيا".
وأضاف المتحدث أن إقدام الولايات المتحدة على فرض عقوبات على الرئيس فلاديمر بوتين "يمكن اعتباره بمثابة قطع للعلاقات" مع روسيا.
ضمانات أميركية
من جانبه، قال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، الخميس، إن الاتحاد الأوروبي تلقى ضمانات من الولايات المتحدة بعدم إبرام أي اتفاقات مع روسيا دون إشراك دول التكتل.
وأضاف بوريل للصحافيين قبل اجتماع وزراء دفاع الاتحاد الأوروبي في مدينة بريست غربي فرنسا "خلال الأيام الأخيرة، أجرينا تنسيقاً وثيقاً مع الولايات المتحدة".
وتابع "لدينا ضمانات بأنه لن يتم اتخاذ أي قرار أو التفاوض بشأن أي شيء دون تنسيق مع أوروبا ودون مشاركة الأوروبيين".
واعتبر المسؤول الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، أن تحركات القوات الروسية على الحدود مع أوكرانيا تُعتبر "جزءاً من الضغط" الذي تمارسه موسكو للحصول على مطالبها، لكن "من غير الوارد التفاوض تحت الضغط" بشأن أوكرانيا.
وأضاف بوريل قبل بدء اجتماع غير رسمي مع وزراء دفاع دول الاتحاد الأوروبي سيُخصص قسم كبير من أعماله لخطر اندلاع نزاع جديد في أوكرانيا.
وتأتي التصريحات الأوروبية في أعقاب الاجتماع بين ممثلي الناتو وروسيا، الأربعاء، في العاصمة البلجيكية بروكسل، والذي انتهى دون التوصل إلى اتفاق.
مساعدة أوكرانيا
من جانبه عبر مسؤول في الإدارة الأميركية، الخميس، عن ثقة بلاده في أن الحلفاء في أوروبا سيوافقون على فرض عقوبات شديدة على روسيا إذا قررت غزو أوكرانيا.
وأضاف المسؤول، أن الولايات المتحدة تبحث مجموعة من الخيارات الطارئة لمساعدة أوكرانيا في حال قطعت روسيا عنها إمدادات الطاقة.
وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، ينس ستولتنبرج، في أعقاب الاجتماع، إن الخلافات بين الجانبين "عميقة"، لكنه أكد الانفتاح على الحوار، فيما أوضح نائب وزير الخارجية الروسي ألكسندر جروشكو أن المحادثات كشفت "عدداً كبيراً من الخلافات بشأن مسائل جوهرية".
وكانت نائبة وزير الخارجية الأميركي ويندي شيرمان، أعلمت الثلاثاء، ممثلي الدول الـ 30 الأعضاء في حلف شمال الأطلسي (الناتو) بفحوى المفاوضات التي أجرتها في جنيف مع نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف.
وأوضحت أن موسكو "لا تُبدي أي علامة تهدئة بحيث لم تقدّم إثباتاً بعدم اجتياح أوكرانيا أو تفسير للأسباب التي دفعتها لنشر نحو 100 ألف جندي على الحدود".
وكتبت شيرمان في تغريدة على تويتر: "الولايات المتحدة مصمّمة على العمل عن كثب مع حلفائها وشركائها من أجل التشجيع على خفض التصعيد والردّ على الأزمة الأمنية التي سببتها روسيا".
وأكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس، الثلاثاء، أنه لن يتم اتخاذ أي قرارات مع روسيا بشأن الناتو أو أوكرانيا أو أوروبا من دون مشاركتهم، وأنها ملتزمة باستئناف الحوار المتبادل مع روسيا، والنقاش مع شركائنا.
وأشار برايس إلى أن بلاده خرجت من الاجتماعات مع موسكو بمجموعة أفكار يمكن للبلدين اتخاذها لخفض التصعيد، مشدداً على أنه "لا بد من منح الدبلوماسية والحوار فرصة ملائمة لتحقيق تقدم مع روسيا بشأن المسائل المعقدة".
"عقوبات منسقة"
وكانت وكالة"بلومبرغ" أفادت في ديسمبر الماضي بأن إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن تدفع الحلفاء من الاتحاد الأوروبي لوضع اللمسات الأخيرة على حزمة واسعة من العقوبات ضد البنوك الروسية وشركات الطاقة، التي يمكن فرضها بالاشتراك مع الولايات المتحدة إذا هاجمت موسكو أوكرانيا، وفقاً لأشخاص مطلعين على المناقشات.
ومما يزيد من الإلحاح حقيقة أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، لم يُظهر أي علامة على سحب الآلاف من القوات التي حشدها بالقرب من حدود جارته. تعتقد الولايات المتحدة أن الاتفاق على خيارات عقوبات محددة سيرسل إشارة قوية إلى الرئيس الروسي.
ترى دول الاتحاد الأوروبي أن التحرك بسرعة كبيرة لوضع الخطوط العريضة للإجراءات يمكن أن يقوض الجهود المبذولة لحل الأزمة دبلوماسياً.وعلى الناحية الأخرى تعتقد الولايات المتحدة أن الحزمة يجب أن تكون جاهزة لتكون جهود ردع روسيا ذات مصداقية، وفقاً لما نقلته "بلومبرغ" عن لأشخاص مطلعين على وجهتي النظر.
وكالات
إدارة الموقع ليست مسؤولة عن محتوى التعليقات الواردة و لا تعبر عن وجهة نظرها
لا يوجد تعليقات حالياً