عاجل
سارع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لإصدار قرار يلزم حكومته ونواب الكنيست بتجنب الحديث عن عملية الحدود بعد مقتل 4 جنود على يد مجند مصري خوفا من تدهور العلاقات مع القاهرة.
وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن قرارات نتنياهو الأخيرة جاءت عقب خروج تصريحات من نواب بالكنيست تهاجم مصر بصورة كبيرة، وأن هذا التوجه جاء خشية تدهور العلاقات مع مصر.
وبالرغم من ذلك إلا أن الأوساط الإسرائيلية السياسية والأمنية والإعلامية تعبر عن غضبها من هذه الحادثة؛ لدرجة أن بعض هذه الأصوات طالبت بإعادة تقييم العلاقة مع الدولة المصرية، محملة إياها مسؤولية ما جرى.
وصعدت وسائل الإعلام الإسرائيلية من هجومها الحاد على مصر بعد عملية الحدود الأخيرة التى قتل وأصيب فيها 4 جنود إسرائيليين على يد جندي مصري، مؤكدة أن الشعب المصري لا يزال كارهاُ لإسرائيل رغم السلام بين البلدين.
وفتحت العملية المعقدة التي نفذها الجندي المصري محمد صلاح (22 عاما) على الحدود السبت الماضي باب نقاشات داخل أروقة صناع القرار في إسرائيل ووسائل الإعلام الإسرائيلية للتشكيك بنجاح مشروع السلام بين مصر وإسرائيل.
وقال المحلل السياسي الإسرائيلي أريئيل كهانا، في تقرير له بصحيفة "إسرائيل اليوم" المقربة من حزب "الليكود" الحاكم في إسرائيل، ، إن عملية السلام بين مصر وإسرائيل التي وقعت منذ أكثر من 4 عقود لم تنجح في مهمة الوصول لقواعد الشعوب.
وأضاف أنه بالرغم من مرور 45 عاماً على توقيع اتفاق كامب ديفيد للسلام بين حكومتي الرئيس المصري الراحل أنور السادات ورئيس وزراء إسرائيل مناحيم بيجين. إلا أن السلام لا يزال بارداً.
وأوضح كهانا، أن الدرس المستفاد من عملية الحدود المصرية يتمثل في أنه رغم التعاون الأمني والسياسي بين القاهرة وتل أبيب، فإن كراهية الشعب المصري لإسرائيل لا تزال كما هي، بل إنها تزداد، بدليل أن هذه العملية ليست الأولى من نوعها بل هي امتداد لعمليات مماثلة شهدتها العقود الأخيرة.
فيما شن الجنرال احتياط بالجيش الإسرائيلي عاموس يادلين، هجوما أكثر حدة تجاه الدولة المصرية، قائلاً: "لدينا علاقات سلام باردة مع مصر، بتقديري أن المصريين لم يتربوا على السلام معنا، لذلك علينا أن نفترض أن نشاطاً مسلحاً بين الحين والآخر سيخرج ضدنا من جهة هذا الحليف".
فيما أشار الصحفي اليميني المتشدد يوني بن مناحيم، إلى أن وجود عناصر مسلمة متدينة في أجهزة الأمن في كل من مصر والأردن على الحدود مع إسرائيل من شأنه أن يعرِّض اتفاقات السلام للخطر، وأن على إسرائيل أن تتحرك بشكل عاجل للحد من نفوذ هذه الأفكار في قوات الأمن كما فعلت ذلك مع السلطة الفلسطينية.
وطالب عدد من المحللين الإسرائيليين الحكومة في تل أبيب وقيادة الجيش الإسرائيلي بتغيير قواعد الاشتباك الممنوحة للجنود لمنع تكرار عمليات التسلل وإطلاق النار على حدود مصر وغيرها من الحدود. بعد العملية الأخيرة التي قتل فيها وأصيب 4 جنود إسرائيليين على يد جندي مصري.
وطلب هاليل روزين، مراسل القناة 14 من رئيس الأركان الجيش الإسرائيلي الجرنال هرتسي هاليفي اتخاذ خطوات مهمة وعاجلة في الأيام المقبلة، بدءاً من تغيير المفهوم العملياتي في المنطقة الحدودية من خلال تعديل تعليمات إطلاق النار.
فيما انتقد النائب بالكنيست الإسرائيلي داني دانون تقييد حرية الجيش الإسرائيلي في عمله بالمناطق الحدودية ، وقال إنه يجب تغيير تعليمات إطلاق النار، لأن الجنود في المناطق الحدودية مكبلون بتعليمات لا يمكن تجاوزها، لذلك علينا إيجاد صيغ قانونية تحمي الجنود وتخفض من تكاليف حوادث مشابهة.
وفي السياق نفسه، شن نشطاء وسائل التواصل الاجتماعي من الإسرائيليين هجوما حادا وعبروا عن غضبهم من تجاهل الإعلام المصري والعربي للعملية.
وانتقد روي كياس مراسل هيئة البث الإسرائيلية "كان11" اكتفاء صحيفة الوطن المصرية بخبر في ذيل الصفحة الأولى لمقتل الجنود الإسرائيليين.
وقال على حسابه الشخصي بتويتر: "الحادث الصعب على الحدود المصرية ليس محور اهتمام الصحافة المصرية التي طبعت في اليوم التالي، ففي صحيفة الوطن المصرية ، كتب خبر صغير على الغلاف: "قتل رجل أمن مصري وثلاثة إسرائيليين خلال تبادل لإطلاق النار أثناء عملية تهريب".
وكانت قد سلمت تل أبيب الاثنين، جثمان الجندي المصري محمد صلاح إبراهيم (23 عاماً) من قوات الشرطة المصرية والذي كان يخدم في سيناء.
وكالات
إدارة الموقع ليست مسؤولة عن محتوى التعليقات الواردة و لا تعبر عن وجهة نظرها
لا يوجد تعليقات حالياً