عاجل
تتواصل التحقيقات في ما سُمّيَ فضيحة عصابة "التيكتوكرز" التي هزّت الرأي العام اللبنانيّ. وأحاط تكتّم ملحوظ فصول القضية اليوم، في ظلّ إجماع مصادر أمنية وقضائية على وصفها بـ"الخطرة والكبيرة"، وأنّ ما ضجّت به مواقع التواصل عن تورّط حلّاق رجّاليّ ليس إلّا فصلاً من قضية أكبر. وشهد اليوم زجّ اسم "تيكتوكر" شهير بتهمة توزيع المخدّرات، ولكنّ المصادر الأمنية نفت الأمر.
ما توصّل إليه مكتب مكافحة جرائم المعلوماتية والإلكترونية تطلّب جهداً فنياً كبيراً حتّى تمّت إماطة اللثام عن شبكة كبيرة خطرة.
ويتبيّن من تقاطع مصادر مطّلعة أنّ استدراج القاصرين واغتصابهم وابتزازهم بالتهديد بنشر أشرطة مسجّلة عن ضحاياهم يشكّل، على خطورة هذه الناحية، جزءاً من ملفّ خطير متداخل يتولّى المكتب الأمنيّ التحقيق فيه، توصّلاً إلى كشف جميع الملابسات المحيطة بهذه العصابة.
في سياق متصل، نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصادر أمنية قولها إن الضحايا "تعرّضوا للاغتصاب بعد تخديرهم بمواد وضعت في مشروبات قُدّمت لهم، وأُجبروا على تعاطي المخدرات ثم الترويج لها تحت طائل ابتزازهم بمقاطع مصورة".
وقد تمكّن عناصره من الوصول إلى أفراد من هذه العصابة بطريقة فنية وتقنية، والعمل على الأدلّة وداتا الاتّصالات برئاسة المقدّم باتريك عبيد.
وصل عدد الموقوفين إلى ستّة ، ونبّهت مصادر قريبة من الملفّ إلى أنّه يُجرى زجّ أسماء اثنين من "التيكتوكرز" لا علاقة لهما بهذا التحقيق من قريب أو من بعيد.
سبعة قاصرين من الضحايا أدلوا بإفاداتهم أمام عناصر هذا المكتب بإشراف النائبة العامّة الاستئنافية في جبل لبنان القاضية غادة عون بناء على شكوى جرى تقديمها ضدّ عدد كبير من الأشخاص، بعضهم غير مكتملي الهويّة أو مجهوليها.
ووفق معطيات أوّلية، فإنّ عدد ضحايا هذه العصابة أكثر من عدد المدّعين. وهي تنشط في هذه الأفعال الإجرامية منذ أمد غير قريب، والمسألة لا تبدأ من عند الحلّاق الرجّاليّ الضالع، فأساليبها وطرقها مختلفة، ومنها استدراج الضحايا عبر محلّ لبيع الألبسة، أو عبر استغلالهم لاستدراج القاصرين، والهدف واحد.
وحسب توصيف مصادر معنيّة، إنّها "عصابة كبيرة ومنظّمة وخطرة تتوزّع الأدوار فيها من الأساسيّ إلى الثانويّ، بينهم لبنانيون وسوريون أكراد يحملون جنسيات تركية". وتكشف المعطيات أنّ ثمّة قطبة أساسية في هذا الملفّ يعمل التحقيق عليها لم تنتهِ فصولها بعد، كون الموضوع الذي يتناوله معقّداً ومركّباً. وما ذكرته المصادر أنّ أفراد العصابة تمكّنت من استدراج الضحايا السبع لمرّة واحدة، تمكّنوا بعدها من الإفلات منهم.
وبعد فترة قصيرة بوشر التحقيق والاستماع إلى إفاداتهم وهم في مأمن وتحت إشراف الرعاية اللازمة.
ونوّه وكيل الضحايا المحامي محمد هولو زعيتر، بجهود القاضية عون والقوى الأمنية المتمثّلة بمكتب مكافحة جرائم المعلوماتية والإلكترونية الذين يقومون بجهود حثيثة لكشف ملابسات هذه القضية وقيادة تحقيق سرّيّ، متمنّياً عدم ذكر أسماء الضحايا، وأن يعزّز الخبراء الاجتماعيّون دورهم التوعويّ في المدارس.
وكالات
إدارة الموقع ليست مسؤولة عن محتوى التعليقات الواردة و لا تعبر عن وجهة نظرها
لا يوجد تعليقات حالياً