عاجل

شينخوا: الصين تكتشف احتياطيات من الذهب بقيمة 83 مليار دولار    إصابة 11 إسرائيليًا في هجمات صاروخية من المقاومة اللبنانية    السيناتور غراهام يهدد الدول التي ستساعد على اعتقال نتنياهو    

نتنياهو في الكونغرس: "انتصارنا هو انتصار لأميركا... نحن نحميكم"

2024-07-24 -- 23:25 م

شدّد نتنياهو أمام الكونغرس الأميركي على أن "انتصار" إسرائيل سيكون أيضا انتصارا للولايات المتحدة، مدعيا أن إسرائيل تحمي أميركا عبر مواجهتها "المحور الإيراني"، وحث إدارة بايدن على تسريع إمدادات الأسلحة لإسرائيل بعد أكثر من تسعة أشهر من حربها على غزة.

دعا رئيس الحكومة الاسرائيلية، بنيامين نتنياهو، الولايات المتحدة إلى الوقوف مع إسرائيل، وذلك في خطاب أمام الكونغرس الأميركي يسعى عبره إلى الحصول على دعم واشنطن لاستمرار حرب الإبادة الجماعية التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة من 292 يوما.

وشن نتنياهو هجوما حادا على كل من يحث على إنهاء الحرب على غزة، بما في ذلك محكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، كما شن هجوما حادا على الجامعات الأميركية على خلفية الاحتجاجات المناهضة للحرب التي شهدتها خلال الأشهر الماضية.

وبينما كان نتنياهو يستعرض "أبطاله" في الحرب على غزة، بما في ذلك جنود جيش الاحتلال، خلال الخطاب الذي قاطعه نحو 80 نائبا وسيناتورا ديمقراطيا، اعتقلت شرطة الكونغرس أفراد عائلات 3 أسرى إسرائيليين في قطاع غزة، وذلك خلال تظاهرهم ضد نتنياهو أمام مبنى الكابيتول.

وقال نتنياهو على وقع تصفيق الحاضرين: "نحن أمام مفترق طرق تاريخي، الشرق الأوسط يغلي محور الشر بقيادة إيران في مواجهة أميركا وإسرائيل وأصدقاءنا العرب. هذا ليس صراع حضارات. هذا صراع بين البربرية والحضارة، ومن أجل أن تنتصر قوى الحضارة، يجب أن تقف أميركا وإسرائيل معا".

ووصف نتنياهو المحتجين على الحرب المدمرة التي تشنها إسرائيل على غزة بأنهم "أغبياء تستفيد منهم إيران"، معتبرا أن طهران تموّل التظاهرات. وقال متوجّها إلى المحتجين: "عندما يعمد طغاة طهران إلى الإشادة بكم والترويج لكم وتمويلكم، تكونون قد أصبحتم رسميا حمقى تستفيد منكم إيران".

وقال نتنياهو إن إسرائيل "ستقوم بكل ما ينبغي القيام به لضمان أمن حدودها الشمالية"، حيث يستمر المواجهات مع حزب الله اللبناني؛ وقال: "سأكون واضحا: إسرائيل ستقوم بكل ما ينبغي القيام به لاستعادة الأمن على حدودنا الشمالية وإعادة مواطنينا بأمان الى منازلهم".

وفي حين شكر الرئيس الأميركي، جو بايدن، على خلفية دعمه منقطع النظير لإسرائيل في حربها على غزة والذي تجلى بتقديم المساعدات وفي زيارة الرئيس الأميركي لإسرائيل خلال الأيام الأولى للحرب، حث واشنطن على تسريع إمدادات الأسلحة لإسرائيل، معتبرا أن ذلك يحول دون اتساع رقعة الحرب في الشرق الأوسط.

وقال نتنياهو: "أقدّر بشدة دعم الولايات المتحدة، بما في ذلك في هذه الحرب الحالية. لكن هذه لحظة استثنائية. تسريع المساعدات العسكرية الأميركية يمكن أن يسرع بشكل كبير إنهاء الحرب في غزة وأن يساعد في منع اندلاع حرب أوسع نطاقا في الشرق الأوسط".

كما وجه نتنياهو تحية للرئيس الأميركي السابق والمرشح الجمهوري، دونالد ترامب، لنقله السفارة الأميركية للقدس واعترافه بالقدس عاصمة موحدة لإسرائيل وبسيادة إسرائيل على هضبة الجولان المحتل، ودعا إلى تشكيل "تحالف عسكري إسرائيل" في الشرق الأوسط يضم "أصدقاءه" العرب وتقوده الولايات المتحدة في مواجهة إيران.

وفي ما يتعلق برؤيته بشأن "اليوم التالي" للحرب على غزة، قال إنه يسعى إلى قطاع غزة دون سلاح ودون تطرف"، وقال "إسرائيل لن تسيطر على غزة، لكن يجب أن نحتفظ بالسيطرة الأمنية فيها لمنع تجدد التهديدات. غزة بحاجة إلى إدارة فلسطينية لا تسعى إلى تدمير إسرائيل".

وأضاف "لا ينبغي تربية جيل جديد من الفلسطينيين على كراهية إسرائيل. نزع السلاح واستئصال التطرف - تم تطبيق هذين المفهومين في ألمانيا واليابان بعد الحرب العالمية الثانية؛ بعد انتصارنا، بمساعدة شركائنا الإقليميين، فإن غزة منزوعة السلاح وخالية من المتطرفين يمكن أيضا أن تفضي إلى مستقبل من الأمن والازدهار والسلام. تلك هي رؤيتي حيال غزة".

واعتبر نتنياهو أن إسرائيل "تحمي" الولايات المتحدة، في حربها على غزة وفي هجماتها على لبنان واليمن؛ وقال: نحن نحارب حماس هذا يعني أننا نحارب إيران؛ ونحارب الحوثيين، ما يعني أننا نحارب إيران، ونقاتل حزب الله المدعوم من إيران".

وشدد في خطابه أمام الكونغرس الأميركي المنقسم بشأن الحرب في غزة، على أنه "عندما نقاتل إيران، نقاتل العدو الأكثر تطرفا وإجراما للولايات المتحدة"، وأضاف "نحن لا نحمي أنفسنا فقط. نحن نحميكم؛ أعداؤنا هم أعداؤكم، معركتنا هي معركتكم، وانتصارنا سيكون انتصاركم".

وكرر نتنياهو شروطه لإنهاء الحرب والتي تتمثل بـ"استسلام حركة حماس وتسليم الرهائن، أو مواصلة الحرب على غزة حتى القضاء على حماس وإعادة جميع الرهائن، وضمان أن لا تشكيل قطاع غزة تهديدا لإسرائيل"، مشددا على أنه لن يسمح بإنهاء الحرب قبل تحقيق هذه الأهداف.

كما وجه الشكر إلى بايدن على "جهوده الحثيثة من أجل (الإفراج عن) الرهائن"؛ وقال إن إسرائيل تبذلا جهودا كبيرة، "بما في ذلك في هذه الأثناء" لإعادة الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في قطاع غزة، وقال: "لن أرتاح حتى يعود جميع الرهائن إلى منازلهم".

وهذه هي المرة الرابعة التي يخاطب فيها نتنياهو الكونغرس، وهو رقم قياسي بالنسبة إلى زعيم أجنبي، ويأتي ذلك في خضم اضطرابات سياسية تشهدها الولايات المتحدة بدأت بمحاولة اغتيال ترامب وانسحاب بايدن، من السباق إلى البيت الأبيض ودخول نائبته كامالا هاريس على الخط، ساعية إلى الحصول على ترشيح الحزب الديمقراطي لانتخابات تشرين الثاني/ نوفمبر.

واللافت أن نتنياهو لم يزر واشنطن بدعوة من البيت الأبيض، بل بدعوة من القادة البرلمانيين الجمهوريين الذين لم يتوقفوا عن التصفيق خلال الخطاب، وانضم إليهم القادة الديمقراطيون على غير رغبة منهم، في ظل الخلاف بين نتنياهو والبيت الأبيض على خلفية الانتقادات العلنية التي وجهها لإدارة بايدن رغم الدعم الذي قدمته لإسرائيل خلال الحرب.

وغابت نائب الرئيس، كامالا هاريس، عن الكونغرس متذرعة بضيق الوقت، على الرغم من أنها هي من يجب أن يرأس الجلسة وفق البروتوكول؛ فيما ندد عدد من الديمقراطيين بسلوك نتنياهو في الحرب على غزة والتي أسفرت عن استشهاد أكثر من 39 ألف شخص معظمهم من النساء والأطفال.

وكتب السناتور الديمقراطي، بيرني ساندرز، على منصة "إكس": "لا، نتنياهو غير مرحب به في الكونغرس الأميركي". في حين حذّر رئيس مجلس النواب الجمهوري، مايك جونسون، من أنه لن يتسامح مع أي تظاهرات معارضة خلال الخطاب.

وكما كان متوقعا، استخدم نتنياهو منبر الكونغرس كي يدافع عن هدفه المتمثل في "القضاء على حماس" ويشدد على التهديد من جانب إيران، وذلك في محاولة منه لمطالبة الولايات المتحدة بإعطائه ما يحتاجه من أسلحة يقول إنها لازمة لتحقيق أهداف الحرب.

في المقابل، تتمثل أولوية بايدن بالضغط على نتنياهو من أجل إبرام اتفاق مع حماس بوساطة أميركية وقطرية ومصرية، يتيح وقف لإطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى، الأمر الذي يعطله نتنياهو بضغط من شركائه في الحكومة الذين يهددون بتفكيك الائتلاف في حال موافقته على صفقة تضع حدًا للحرب.

كذلك، تسعى واشنطن إلى تمهيد الأرضية من أجل ما تصفه بـ"اليوم التالي" للحرب على غزة. وفي هذا السياق، تبدو الهوة واسعة بين الولايات المتحدة وإسرائيل، لاسيما مع رفض إسرائيل أي طرح يتيح مستقبلًا قيام دولة فلسطينية.

وفي مؤشر إلى التوتر الشديد السائد في العاصمة الأميركية عشية هذه الزيارة المثيرة للجدل، أوقِف الثلاثاء في حرم الكابيتول نحو 200 متظاهر من اليهود المناهضين للحرب على غزة.

وكالات


التعليقات

إدارة الموقع ليست مسؤولة عن محتوى التعليقات الواردة و لا تعبر عن وجهة نظرها

لا يوجد تعليقات حالياً

شاركنا رأيك

Create Account



Log In Your Account