عاجل
حوار خاص أجراه موقع "آساد الأرض" مع السيد "أيمن قريشي" المدير العام للاختبارات والأبحاث الصناعية لإلقاء الضوء على أهداف المركز والمهام التي يضطلع بها، كما يتحدث فيه عن الصعوبات والعقوبات الاقتصادية الجائرة على سورية وكيفية معالجتها وما سيُعمل عليه حالياً من إجراءات وغير ذلك الكثير.
يجهل العديد من المواطنين السوريين دور مركز الاختبارات والأبحاث الصناعية العائد لوزارة الصناعة، والدور الهام الذي يقوم بتقديمه من خدمات في مختلف الفعاليات الصناعية والاقتصادية المنتشرة في سورية والعائدة للقطاع العام والخاص والمشترك في مجالات عدة منها الدراسات والاستشارات الفنية وحل المشاكل الصناعية، إضافة إلى الدراسات الفنية والتقييم النهائي لبراءات الاختراع والمبتكرات السورية والتأكد من مطابقة المواد والسلع للمواصفات القياسية السورية، والمواصفات المعتمدة دولياً بهدف تقديم منتجات وطنية ذات جودة عالية.
أولاً:
وفيما يلي نص الحوار الذي ابتدأه مدير المركز قائلاً: بادئ ذي بدء الرحمة لشهدائنا الأبرار والشفاء العاجل لجرحانا .....
وتحية إجلال وإكبار لسيد الوطن سيادة الرئيس الدكتور بشار الأسد رئيس الجمهورية العربية السورية راعي مسيرة العلم و التطوير.
دعيني أرحب بكم في مركز الاختبارات و الأبحاث الصناعية هذا الصرح العلمي العريق و المتميز.
أهداف المركز وحسب مرسوم إحداثه رقم (71) لعام 1965هي توفير الدراسات الفنية و إجراء الفحوصات و التحاليل و الاختبارات على المواد الأولية و المصنعة و كذلك القيام بالأبحاث العلمية و تقديم الاستشارات الصناعية للأخوة الصناعيين.
يستهدف المركز في خدماته مختلف قطاعات المنتجات الصناعية من هندسية و نسيجية و غذائية و كيميائية وكذلك المواد الأولية لهذه المنتجات إضافة لتقديم خدمات المعايرة والقياس لهذه القطاعات.
يعمل المركز و بتوجيهات من السيد الوزير على جعل جودة المنتجات الوطنية أولوية أساسية وغاية مطلقة وذلك من خلال إجراء الاختبارات الدورية على المنتجات الصناعية والمواد الأولية والتحقق من مدى مطابقتها للمواصفات القياسية السورية المعتمدة والسعي الحثيث لإدخال التحسينات على المنتج المحلي بما ينسجم مع المواصفات العالمية المعتمدة.
تمخض عن الزيارة الكريمة للسيد وزير الصناعة قرارات نوعية تمثلت بتشكيل فرق ولجان عمل بحثية من كوادر المركز تعمل وفق ثلاث مسارات أولها إدخال الاختبارات النوعية بما يواكب التوجه نحو الطاقات البديلة (ألواح كهروضوئية) وثانيها صيانة و إصلاح التجهيزات المخبرية وتجهيزات البنية التحتية وإعادة إدخالها في الخدمة وثالثها إطلاق مشاريع البحث العلمي (العنفات الريحية العمودية).
غالبية أعمال الاختبارات والمعايرة تتم ضمن المركز لكن عندما تقتضي الضرورة يقوم المركز بتشكيل لجان عمل ميدانية من كوادره تؤدي الأعمال المطلوبة تبعا ً للظروف الفنية القائمة فمثلا ً يتم إنجاز بعض أعمال المعايرة والفحوصات اللااتلافية حقلياً.
الاختبارات التي أنجزها المركز خلال عام 2023 يفوق عددها ال5000 اختبار وتشمل اختبارات حديد التسليح والاسمنت والمدخرات الكهربائية والتجهيزات المنزلية والمنسوجات ومواد التنظيف ومواد غذائية متنوعة تحت عناوين اختبارات فيزيائية – كيميائية – ميكانيكية – كهربائية لااتلافية- معايرة- قياس.
تم تنفيذ أعمال صيانة و إصلاح لتجهيزات مخبرية متنوعة بأيدي كوادر المركز في مختلف الأقسام وتم إدخال اختبارات نوعية وتم توريد جهاز تحليل غازات العادم ذو الإمكانات الفنية النوعية وتم إنجاز دراسات مخبر تجهيزات النظم الكهروضوئية و دراسات مخبر المواد الإنشائية المتكامل .
أهم الإجراءات التي من شأنها تطوير عمل المركز هي تفعيل مضامين القانون رقم /14/ لعام 2011 الصادر عن السيد رئيس الجمهورية والذي نص على تسمية مركز الاختبارات و الأبحاث الصناعية هيئة بحث علمي.
بالطبع العقوبات أحادية الجانب الجائرة بحق شعبنا طالت جميع مناحي الحياة وبالأخص الدورة الصناعية وكان أهم تأثير على المركز هو حظر قطع الغيار للتجهيزات المخبرية و صعوبة تعويض مستلزمات بعض الاختبارات وحظر برامج التحكم اللازمة لتطوير عمل الأجهزة مما ساهم بخروج عدد من التجهيزات عن الخدمة.
كذلك ساهمت العقوبات الظالمة بإعاقة العمل على جعل مخابر المركز مخابر معتمدة و معترف بها دولياً.
ولكن يبقى العقل السوري خلاقاً فنحن في المركز نعمل من خلال خبراتنا الوطنية و الدول الصديقة و الشراكة مع القطاع الخاص على إعادة تأهيل هذه التجهيزات ونسعى بكل قوة للعمل على الحصول على اعتمادية لمخابر المركز.
المركز يعمل على تأمين أجهزة اختبار محمولة و يمكن بواسطتها إجراء اختبارات حقلية للتقليل من صعوبات النقل وتبسيط الإجراءات الروتينية وكذلك توفير الكلف والزمن على سبيل المثال (جهاز القساوة الحقلي – جهاز بارامترات النظم الكهروضوئية –) والمركز يعمل على توريد جهاز إيكوميلك حقلي لاختبارات الحليب وغيرها من الأجهزة الحقلية التي تساعد الأخوة الصناعيين وتذلل الصعوبات أمام العملية الإنتاجية.
المركز و من خلال التنسيق مع مديريات الصناعة ومديريات التجارة الداخلية و حماية المستهلك و مديريات الجمارك في المحافظات يقوم بتسلم العينات المرسلة من هذه الجهات لإجراء الاختبارات و الفحوصات على هذه العينات للتحقق من مدى مطابقتها للمواصفات الوطنية أو العالمية المعتمدة. وتتمتع تقارير الاختبارات التي يصدرها المركز بالنزاهة والشفافية العالية و الموضوعية المشهودة و بالتالي يقوم بحماية المواطنين والاقتصاد الوطني من خلال التنسيق مع الجهات ذات الصلة.
أدوار المركز يمكن أن نجملها بالتركيز على الصناعات الاستراتيجية (الاسمنت – الحديد – النسيج) و العمل على تعزيز جودة هذه المنتجات من خلال الاختبارات الدورية لها بما يساعد بتحقيق عائدية اقتصادية ويقلل من الهدر ويسهم بدعم الصادرات الوطنية.
الخطة تتمثل بالاختبارات الدورية للمنتجات وإجراء عمليات المعايرة الصناعية والقياس للمنتجات الاستراتيجية وإدخال كل جديد و تحديث في المواصفات الدولية إلى هذه المنتجات ومن ثم إجراء الاختبارات عليها بأيدي الكوادر و الخبرات الوطنية مايسمح بجعلها منتجات وطنية تصديرية تلبي شروط المواصفات الدولية مايحقق بالتالي رافعة اقتصادية من خلال تقليل الهدر و رفع الكفاءة و الجودة.
يتبنى المركز سياسة التشبيك مع القطاع الخاص و بمختلف القطاعات الصناعية وتقديم كامل الاستشارات الصناعية العلمية و الفنية للأخوة الصناعيين لجعل منتجاتهم ومن خلال الاختبارات الدورية مطابقة للمواصفات العالمية وبالتالي فأن هذه المنتجات تنساب إقليمياً و دولياً بفضل تقارير المطابقة والتي نسعى أن تكون معترف بها دولياً.
يرصد المركز كتلة مالية كبيرة من ميزانيته لتدريب وإعادة تأهيل كوادره الفنية من خلال دورات تدريبية و ورش عمل تقام ضمن المركز أو في فعاليات خارجية و بدوره المركز يقيم دورات تدريبية وندوات تخصصية للقطاعين العام (شركة ألبان دمشق على سبيل المثال) و الخاص( دورات مستويات NDT)
بالإضافة لمساهمة المركز الفعالة بتدريب طواقم طلابية في دراسات الماجستير و الدكتوراه في مجالات متنوعة.
المركز رديف و شريك حقيقي في الصناعة الوطنية ويعمل بالتنسيق مع الجهات ذات الصلة على ضبط المنتجات في السوق وذلك وفق الأنظمة و القوانين.
تقارير الاختبارات التي يصدرها المركز هي وثائق رسمية ممهورة بختم المركز وليست جميعها يمكن نقلها و تداولها عبر تطبيقات الهاتف المحمول و لكن نعمل على التشبيك مع مديريات الصناعة في المحافظات لوضع قاعدة بيانات و نظام إحصائي للعينات إضافة لتقديم خدمة الاستشارات الصناعية للأخوة الصناعيين عبر تطبيقات التواصل الاجتماعي.
أخيراً:
الجودة هي أساس النهوض بالواقع الصناعي و من خلال الاختبارات يتم تحقيق هذه الجودة وذلك لكي يبقى شعار " صنع في سورية " شعاراً نعتز ونفتخر به ونعمل من أجله لنخلق الأمل من خلال جودة العمل وإتقانه كما قال سيد الوطن "الأمل بالعمل ".
إدارة موقع آساد الأرض يشكر مدير عام مركز الاختبارات والأبحاث الصناعية السيد "أيمن قريشي" للجهود التي بذلها معنا لنصل سوية إلى إعداد حوار شامل ونوعي لأهم المهام التي يقوم بها المركز.
إدارة الموقع ليست مسؤولة عن محتوى التعليقات الواردة و لا تعبر عن وجهة نظرها
لا يوجد تعليقات حالياً