عاجل
انخفضت العقود الآجلة لأسعار النفط بنحو الواحد بالمائة خلال الجلسة الآسيوية مع ارتفاع مؤشر الدولار الأمريكي للأعلى له منذ 21 من تشرين الأول/أكتوبر 2002 وفقاً للعلاقة العكسية بنيهم وسط شح البيانات الاقتصادية اليوم الثلاثاء من قبل الاقتصاد الأمريكي أكبر منتج ومستهلك للنفط في العالم وفي ظلال تقييم المستثمرين لأخر التطورات حيال الصين أكبر مستورد للنفط عالمياً.
ويأتي ذلك في ظلال تسعير الأسواق للقلق من عمليات إغلاق أوسع في الصين للحد من تفشي الفيروس التاجي والمخاوف من الركود الذي يلوح في الآفاق واللذان قد يضران الطلب العالمي على النفط، الأمر الذي يغطي بشكل أو بأخر على القلق حيال المعروض بعد قرار روسيا الأخير بوقف شحن النفط الكازخستاني عبر خط قزوين لنقل النفط للأسواق العالمية بالتزامن واستمرار قيود الإنتاج في ليبيا وإضراب عمال النفط النرويجيين.
وفي تمام الساعة 05:55 صباحاً بتوقيت غرينتش انخفضت العقود الآجلة لأسعار خام النفط "نيمكس" تسليم آب/أغسطس القادم 1.33% لتتداول عند مستويات 102.10$ للبرميل مقارنة بالافتتاحية عند مستويات 103.46$ للبرميل، مع العلم، أن العقود استهلت تداولات الجلسة على فجوة سعرية هابطة بعد أن اختتمت تداولات الأمس عند مستويات 104.09$ للبرميل.
كما تراجعت العقود الآجلة لأسعار خام "برنت" تسليم أيلول/سبتمبر القادم 0.93% لتتداول عند 105.25$ للبرميل مقارنة بالافتتاحية عند 106.23$ للبرميل، مع العلم، أن العقود استهلت تداولات أيضا الجلسة على فجوة سعرية هابطة بعد أن اختتمت تداولات الأمس عند 107.10$ للبرميل، وذلك مع ارتفع مؤشر الدولار الأمريكي 0.22% إلى 108.42 مقارنة بالافتتاحية عند 108.18، مع العلم، أن المؤشر اختتم تداولات الأمس عند 108.02.
هذا وقد افادت المتحدثة باسم البيت الأبيض جان بيير "أتوقع أن تكون بيانات مؤشر أسعار المستهلكين الأمريكية الجديدة مرتفعة للغاية، وأعرب وزير التجارة الأمريكية جينا ريموندو عن كون قرار الرئيس الأمريكي جو بايدن حيال الرسوم الجمركية على الصين قادم "قريباً جداً" وأن الصين قد تستقبل إمكانية تخفيف التعريفات، مضيفة أنه تم أحرز تقدم هائل في تسوية قانون الرقائق في غضون أسبوعين.
ويذكر أننا تابعنا في مطلع الأسبوع الماضي تقرير صحفية وول ستريت جورنال الذي تطرق لكون الرئيس الأمريكي بايدن قد يعلن لاحقاً عن قرار خفض الرسوم الجمركية الصينية، وذلك ضمن الجهود الرامية للحد ارتفاع التضخم المشتعل في أمريكا والذي وصل خلال أيار/مايو للأعلى له في أربعة عقود مع ارتفاع القراءة السنوية لمؤشر أسعار المستهلكين إلى 8.6% وقد تعكس قراءة حزيران/يونيو غداً الأربعاء تسارع النمو إلى 8.8%.
بخلاف ذلك، نشهد حالياً انحراف منحنى العائد بين سندات الخزانة الأمريكية ذات أمد عامين وعشرة أعوام ما يعد مؤشر مبكر لركود الاقتصاد الأمريكي والذي شهدنه مسبقاً مطلع نيسان/أبريل ومنتصف حزيران/يونيو وذلك قبل أن نشهده من جديد الثلاثاء الماضي والذي لا يزال قائم إلى الآن، وذلك الحدث منذ منتصف القرن الماضي يعقبه في غضون ستة أشهر إلى أربعة وعشرين شهراً سقوط الاقتصاد الأمريكي في دوامة الركود الاقتصادي.
هذا ويتداول العائد على سندات الخزانة ذات أمد عامين عند 3.053% وبذلك فهو أعلى من عائد سندات الخزانة ذات أمد عشرة أعوام 2.974%، ونود الإشارة، لكون الأسواق تعتبر انحراف العائد بين سندات عامين وعشرة أعوام أشارة موثقه إلى أنه من المحتمل أن يتبع ذلك ركود في غضون عام إلى عامين، ما يثير المخاوف كون الركود يلوح في الآفاق للاقتصاد الأمريكي والعديد من الاقتصاديات الكبرى الأخرى وعلى رأسها اقتصاديات منطقة اليورو.
لماذا تصب التوقعات في بوتقة مزيد من هبوط النفط؟
على الصعيد الأخر، فقد تابعنا في مطلع هذا الأسبوع أبلغ الصين عن أول حالة إصابة بفيروس بي-أيه.5 شديد العدوى من متحور أوميكرون الفرعي وحذرت من مخاطر "عالية" جداً، مما أثار المخاوف حيال تزايد عمليات الإغلاق في الصين أكبر اقتصاديات آسيا وثاني أكبر اقتصاد في العالم وأكبر دولة صناعية عالمياً وثاني أكبر مستهلك للنفط في العالم، نظراً لكون السلطات الصينية لا تزال ملتزمة بإستراتيجية "صفر كورونا" للقضاء على تفشي الجائحة.
الحالات المصابة في شنعهاي تقفز لأعلى مستوياتها منذ أيار/ مايو ما يثير المخاوف حيال الإغلاق
ووفقاً لأخر الأرقام الصادرة عن منظمة الصحة العالمية والتي تم تحديثها أمس الاثنين في تمام 03:24 مساءاً بتوقيت غرينتش، فقد ارتفع عدد الحالات المصابة بالفيروس التاجي لأكثر من 552.50 مليون حالة مصابة ولقي نحو 6,347,816 شخص مصرعهم، في حين بلغ عدد جرعات اللقاح المعطاة وفقاً لأخر تحديث من قبل المنظمة حتى الثالث من تموز/يوليو، قرابة 12.04 مليار جرعة.
بخلاف ذلك، تابعنا الثلاثاء الماضي خبر وفاه الأمين العام لمنظمة الدول المصدرة للنفط أوبك محمد باركيندو عن عمر يناهز 63 عاماً والذي أعقبه إعلان المنظمة عن توالي وزير الطاقة الكويتي هيثم الغيص منصب الأمين العام لأوبك خلفاً للرئيس السابق باركيندو الذي أعرب في مطلع الأسبوع الماضي في أخر تصريحات له قبل وفاته مساء الثلاثاء عن كون قطاع الطاقة يواجه تحديات ضخمة من عدة جهات وأن صناعة النفط والغاز أصبحت "تحت حصار".
وفي نفس السياق، فقد أوضح الأمين العام السابق لأوبك باركيندو بأن سنوات ضعف الاستثمار التي شهدها قطاع الطاقة تعد من الأسباب الرئيسية وراء أزمة الإنتاج التي تشهدها الأسواق سواء في الدول داخل منظمة أوبك أو خارجها وبالأخص في ظلال وقوع النفط الفنزويلي والإيراني رهينة التوترات السياسية.
كما أفاد باركيندو آنذاك بأن طاقة التكرير في دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية انخفضت 3.3% في عام 2021 وأن التعاون العالمي في مجال الطاقة يشهد تشتت كبير، موضحاً أن الجهود المبذولة من الدول للتخلص غير الحكيم أو المخطط من مصادر الطاقة الهيدروكربونية ساهم بشكل موسع في الأزمة الحالية، مضيفاً أن التصريحات غير المناسبة لتثبيط التنقيب بالهيدروكربونات سوف تتسبب أزمة طاقة أكبر.
ويذكر أن لجنة المراقبة الوزارية المشتركة لتحالف منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك وحلفائها المنتجين للنفط من خارجها وعلى رأسهم روسيا ثاني أكبر منتج للنفط عالمياً، أو ما بات يعرف بـ"أوبك+" أكدت في اجتماعها الأسبوع الماضي على قرار التحالف في الاجتماع السابق بزيادة الإنتاج بنحو 648 ألف برميل يومياً لكل من شهر تموز/يوليو وآب/أغسطس المقبل.
ونود الإشارة، لكون قرار زيادة الإنتاج كان مخالفاً للتوقعات وخطط تحالف أوبك بلس السابقة والتي كانت تشير إلى زيادة الإنتاج بواقع 432 ألف برميل يومياً لثلاثة شهور أخرى، وتمثل تلك الزيادة 50% زيادة في الإنتاج عن المخطط له مسبقاً، ونود الإشارة، إلا أن الزيادة كالعادة سيتم توزيعها بالتناسب بين الأعضاء، بينما في ذلك روسيا، ومن المقرر أن يعد التحالف اجتماعه الشهر المقبل مع مطلع آب/أغسطس القادم.
وفي سياق أخر، فقد تابعنا أظهر مسح لوكالة رويترز الإخبارية أن إنتاج الدول العشر الأعضاء في منظمة البلدان المصدرة للنفط أوبك تراجع 100 ألف برميل يومياً إلى 28.52 مليون برميل يومياً في حزيران/يونيو، ويرجع ذلك لتراجع الصادرات الليبية، وبالأخص أن المؤسسة الوطنية الليبية للنفط أفادت الأسبوع الماضي بأن صادرات ليبيا تراجعت إلى ما بين 365 ألف و409 ألف برميل يومياً من المستويات العادية لها عند 865 ألف برميل يومياً.
ميدفيديف: سقف أسعار النفط المقترح سيمنع اليابان من سخالين 2
وأظهر التقرير الأسبوعي لشركة بيكر هيوز الجمعة الماضية ارتفاع منصات الحفر والتنقيب على النفط العاملة في أمريكا بواقع منصتان إلى 597 منصة ليعكس الأعلى لها منذ آذار/مارس 2020، وارتفعت المنصات في حزيران/يونيو للشهر الـ23 على التوالي موضحة أطول مسيرات ارتفاعات شهرية، وشهد الإنتاج الأمريكي للنفط الأسبوع السابق استقراراً عند 12.1 مليون برميل يومياً والذي يعد الأعلى منذ نيسان/أبريل 2020.
ويذكر أن الإنتاج الأمريكي للنفط تراجع 0.9 مليون برميل يومياً أو 8% من الأعلى له على الإطلاق عند 13.1 مليون برميل يومياً في آذار/مارس 2020 وذلك من جراء إغلاق بعض منصات حفر وتنقيب مسبقاً نظراً لاتساع الفجوة بين تكلفة الاستخراج وسعر البيع وبالأخص عقب جائحة كورونا، مع العلم، أن الإنتاج الأمريكي للنفط بلغ أدنى مستوى له في آب/أغسطس 2020 عند 9.7 مليون برميل يومياً قبل أن يشهد تعافي ملحوظ مؤخراً.
وكالات
إدارة الموقع ليست مسؤولة عن محتوى التعليقات الواردة و لا تعبر عن وجهة نظرها
لا يوجد تعليقات حالياً