عاجل
بعد أنباء إيجابية بشأن قرب التوصل لاتفاق بشأن الملف النووي الإيراني في ظل المفاوضات الجارية بين الاتحاد الأوروبي وواشنطن من جانب وطهران من جانب آخر.
يبدو أن المفاوضات التي وصفت بأنها الأفضل في السنوات الأخيرة والتي دفعت الكثيرين إلى القول بأن اتفاق وشيك يلوح في الأفق، قد باتت مهددة من جديد بالانهيار، لتشهد سوق الطاقة مزيدًا من التقلبات في الأسبوع المقبل.
وضع السوق
ومن المرجح أن تنسحب التطورات الأخيرة في المفاوضات على أسعار النفط التي فقدت كثيرًا خلال الأسبوع الماضي في ظل توقعات بقرب التوصل لاتفاق حيث نزلت أسعار النفط منتصف الأسبوع لقاع يناير 2022.
وخسر خام نايمكس الأمريكي ما يقرب من دولارين خلال الأسبوع الماضي بعد تقلبات عنيفة نزولاإلى مستويات دون الـ 90 دولار للبرميل بعد انخفاض إلى مستويات قرب الـ86 دولار منتصف الأسبوع والتي تعد الأدنى منذ يناير 2022.
بينما هبط خام برنت القياسي بأقل من دولارين خلال الأسبوع الماضي نزولًا إلى مستويات قرب الـ 96 دولار للبرميل بعجما هبط منتصف الأسبوع إلى مستويات قرب الـ 91 دولار للبرميل وابت تعد الأدنى منذ مطلع فبراير الماضي.
إيران تنفي
وبعدما قال مسؤول أميركي كبير بإدارة الرئيس، جو بايدن، أن إيران تخلت رسمياً عن مطلب رفع الحرس الثوري من قائمة الإرهاب، الذي كان يمثل نقطة شائكة رئيسية في الجهود المبذولة لإحياء الاتفاق النووي.
ولجنة الأمن القومي الإيرانية أن رفع العقوبات عن الحرس الثوري كان أولوية بالمفاوضات وأضافت أنه لا تسامح مع استمرار العقوبات ضد الحرس الثوري.
وقال المسؤول في وقت سابق إن طهران لم تطالب في ردها الاثنين على مقترح الاتحاد الأوروبي لإعادة إحياء اتفاق 2015، بإزالة الحرس الثوري من قائمة الإرهاب، الذي يعد خطاً أحمر بالنسبة إليها.
عناد الطرفان
وقالت الخارجية الأمريكية أن الرئيس جو بايدن كان حازماً وثابتاً على أنه لن يرفع الحرس الثوري الإيراني من قائمة الإرهاب.
وقالت المصادر الإيرانية أن واشنطن وافقت على رفع العقوبات عن 17 مصرفاً، والإفراج عن أصول إيرانية بقيمة 7 مليارات دولار مجمدة في كوريا الجنوبية.
كما ادعت أن واشنطن وافقت على تخفيف العقوبات عن 155 مؤسسة إيرانية، والاتفاق على بيع طهران 50 مليون برميل نفط خلال 120 يوماً.
لا تنازلات
وأكد مجلس الأمن القومي أنه لا صحة لكل ما تم تداوله من تنازلات أو ضمانات قدمتها واشنطن لطهران، بغية حثها على إتمام الصفقة التي يتوقع أن تعيد إحياء الاتفاق النووي الموقع عام 2015
يذكر أن المفاوضات النووية التي امتدت أشهراً كانت دخلت مؤخراً مرحلة حاسمة، قد تفضي قريبًا لاتفاق بيد أن طهران وواشنطن لا تفضلان الإعلان عن موت هذا الاتفاق.
وتعكف حالياً الأطراف المعنية، خصوصاً بروكسل وواشنطن، على دراسة الرد الذي تقدمت به طهران على مقترح الاتحاد الأوروبي، الذي يهدف لإنجاز تفاهم أخير.
وكانت المحادثات النووية انطلقت في فيينا في أبريل من العام الماضي 2021، إلا أنها توقفت في يونيو لتستأنف لاحقاً في نوفمبر، وتعود لتعلق ثانية في مارس الماضي.
بيد أن المرقبين قالوا أن المفاوضات شهدت تحركات كبيرة بعد جهد أوروبي، وحرص أميركي على التوصل لاتفاق، لكن ليس بأي ثمن في ظل اشتعال أزمة الطاقة واتجاه إلى حظر النفط الروسي.
تأثير الاتفاق
وتوقع رئيس أوبك هيثم الغيص عدم تأثر الأسواق باتفاق إيران، وقال لا يزال الطلب العالمي جيدًا بما يكفي لاستيعاب أي تدفقات إضافية من الجمهورية الإسلامية، شريطة أن يتم تحريرها بطريقة مسؤولة وتدريجية وفقًا لرئيس أوبك.
قال مارك هيفيل مسؤول الاستثمار في UBS Global Wealth Managementأن التقدم في المحادثات النووية الإيرانية الذي قد يؤدي إلى ضخ المزيد من النفط في إيران قد أثر أيضًا على أسعار خام برنت.
وقال هيفيل "مع ذلك ما زلنا نعتقد أن الانخفاض الأخير في أسعار النفط لا يراعي بشكل كامل القيود المفروضة على المعروض العالمي ، ونتوقع أن يرتد السعر إلى 125 دولارًا للبرميل بحلول نهاية العام".
وقال بنك يو بي إس أنه من المرجح أن يكون الناتج من انخفاض الإنتاج الروسي واتجاه أوروبا إلى خفض واردات النفط الروسية يقرب من 3 ملايين برميل يوميًا من واردات النفط الخام والمنتجات النفطية من روسيا بحلول نهاية عام 2022
وقال بنك باركليز أنه بمجرد دخول حظر الاتحاد الأوروبي حيز التنفيذ الكامل أوائل عام 2023، من المتوقع انخفاض إمدادات النفط الروسية بمقدار 1.5 مليون برميل يوميًا مقارنة بالمستويات السابقة للعملية الروسية لأوكرانيا.
توقعات الأسعار
وقال بنك يوم بي اس إن خام برنت سيعود إلى 125 دولارًا للبرميل بنهاية عام 2022، يأتي ذلك بينما انخفض خام برنت بنسبة 25٪ منذ منتصف يونيو ، متأثرًا بمخاوف الركود وارتفاع أحجام الصادرات.
وفي وقت سابق خفض بنك باركليز توقعاته لسعر خام برنت إلى 103 دولارات للبرميل للعام الحالي والمقبل، من تقديره السابق البالغ 111 دولارًا للبرميل، بسبب مرونة المعروض من النفط الروسي والفائض المتوقع في السوق.
و خفض البنك توقعاته لأسعار الخام الأمريكي على المدى القريب بمقدار 8 دولارات للبرميل، مع توقعات بوصول متوسط السعر إلى 99 دولارًا للبرميل في كل من 2022 و2023.
وقال البنك إن عمليات البيع الأخيرة للنفط كانت نتيجة لإمدادات النفط الروسية التي لا تزال مرنة، إلى جانب مخاوف السوق المتزايدة من تباطؤ اقتصادي أو ركود قادم
وكالات
إدارة الموقع ليست مسؤولة عن محتوى التعليقات الواردة و لا تعبر عن وجهة نظرها
لا يوجد تعليقات حالياً