عاجل
تعتزم السعودية تنفيذ تخفيض طوعي في إنتاجها من البترول الخام، مقداره 500 ألف برميل يوميا، ابتداء من أيار (مايو) حتى نهاية 2023، بالتنسيق مع عدد من الدول المشاركة في إعلان التعاون من أعضاء منظمة "أوبك" ومن خارجها، بحسب ما صرح به مصدر مسؤول في وزارة الطاقة.
ووفقا لـ"واس"، أوضح المصدر أمس، أن هذا التخفيض الطوعي للإنتاج يضاف إلى تخفيض الإنتاج الذي اتفق عليه في الاجتماع الوزاري الـ33 للدول الأعضاء في منظمة "أوبك" والدول المنتجة من خارجها "أوبك +"، الذي عقد في 5 تشرين الأول (أكتوبر) العام الماضي.
وأكد المصدر المسؤول في وزارة الطاقة أن هذه الخطوة هي إجراء احترازي يهدف إلى دعم استقرار أسواق البترول.
كما قال ألكسندر نوفاك نائب رئيس الوزراء الروسي إن روسيا ستخفض الإنتاج من متوسط قدرته مصادر ثانوية لشباط (فبراير)، وفقا لـ"رويترز".
بدورها، أعلنت الإمارات عزمها خفض إنتاج النفط طوعا 144 ألف برميل يوميا بدءا من أيار (مايو) حتى العام، فيما قرر العراق بدء خفض إنتاجه النفطي طوعا 211 ألف برميل يوميا خلال الفترة نفسها.
وفي الكويت قررت السلطات خفض إنتاجها النفطي طواعية 128 ألف برميل، وكذلك عمان بنحو 40 ألف برميل بدءا من مايو وحتى نهاية 2023.
إلى ذلك، تنطلق اليوم أعمال الاجتماع الوزاري للجنة مراقبة الإنتاج في منظمة الدول المصدرة للبترول وحلفائها المستقلين "أوبك +" في دورته الـ48 برئاسة الأمير عبدالعزيز بن سلمان وزير الطاقة وألكسندر نوفاك نائب رئيس الوزراء في روسيا، لتقييم مستجدات السوق.
وسلط محللون نفطيون الضوء على تأكيد هيثم الغيص الأمين العام لمنظمة "أوبك" بأن العمل الجماعي للمنتجين يضمن جودة واتساق الخدمات لجميع أصحاب المصلحة ويساعد على ضمان بروز دور "أوبك" بين مؤسسات الطاقة الدولية، مشيرين إلى التزام "أوبك" بمستوى ملائم من إمدادات الخام، وهو أمر حيوي لأمن الطاقة والحيوية الاقتصادية في العالم.
وقال روس كيندي العضو المنتدب لشركة "كيو إتش إيه" لخدمات الطاقة، إن مكاسب النفط خاصة خام غرب تكساس الوسيط تنامت مع هدوء المخاوف المصرفية، في وقت توصلت الحكومة العراقية إلى اتفاق مبدئي لعودة الصادرات من كردستان، مشيرا إلى أن المخاوف المصرفية لم تتبدد بالكامل وذلك في الوقت الذي يتزايد فيه التفاؤل بتعافي الطلب الصيني، لكن في المقابل لا تزال المخاوف قائمة بشأن التأثير الاقتصادي الأوسع المحتمل في أعقاب أزمة بنك وادي السيليكون والضغط على البنوك الإقليمية الأخرى في الولايات المتحدة.
من جانبه، عد بيتر باخر المحلل الاقتصادي ومختص الشؤون القانونية للطاقة أن أزمة البنوك الأمريكية تتجه إلى الخفوت والتلاشي حيث يعود تركيز المضاربين على ارتفاع النفط الخام وسط تفاؤل بتعافي الطلب الآسيوي بقيادة الصين والهند ومرونة الإمدادات الروسية، ما يعد ضمن مؤشرات على أن أسعار النفط ستستمر في الارتفاع لبقية العام.
بدورها، ذكرت أرفي ناهار مختص شؤون النفط والغاز في شركة "أفريكان ليدرشيب" الدولية، أن هناك طرقا عدة يمكن للحكومات وشركات الطاقة من تخفيف مخاطر التسرب النفطي وتقليل حالات الأعطال وحوادث التسرب من خلال تعزيز الإطار التنظيمي ومساءلة شركات النفط والغاز عن سلامتها التشغيلية.
من ناحية أخرى، وفيما يخص الأسعار في ختام الأسبوع الماضي، ارتفعت أسعار النفط أكثر من دولار للبرميل الجمعة لتسجل مكاسب للأسبوع الثاني على التوالي في ظل انخفاض الإمدادات في بعض أنحاء العالم وإظهار بيانات التضخم في الولايات المتحدة بعض المؤشرات إلى تباطؤ ارتفاع الأسعار. وزادت العقود الآجلة لخام برنت تسليم حزيران (يونيو) 1.29 دولار أو 1.6 في المائة، إلى 79.89 دولار للبرميل عند التسوية. وصعدت عقود برنت تسليم مايو، التي انتهى أجلها عند التسوية، 50 سنتا أو 0.6في المائة، إلى 79.77 دولار للبرميل، وبلغت خسائره الشهرية 4.9 في المائة، وخسائره الفصلية 7 في المائة. وارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي تسليم مايو 1.30 دولار، أو 1.8 في المائة، إلى 75.67 دولار لتبلغ مكاسبه نحو 9 في المائة، هذا الأسبوع، وبلغت خسائره الشهرية 1.8 في المائة، وخسائره الفصلية في الربع الأول 5.7 في المائة.
وأظهرت بيانات الجمعة ارتفاع مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي في الولايات المتحدة 0.3 في المائة، في فبراير على أساس شهري مقارنة بزيادة قدرها 0.6 في المائة، في يناير وتوقعات بوجود زيادة قدرها 0.4 في المائة، في استطلاع أجرته "رويترز".
وعادة ما تعزز آي بادرة على تباطؤ التضخم من أسعار النفط، إذ ربما تشير إلى زيادات أقل في أسعار الفائدة من مجلس الاحتياطي الفيدرالي، ما يرفع طلب المستثمرين على الأصول مرتفعة المخاطر مثل السلع والأسهم. وارتفعت أسعار النفط بعدما توقف إنتاج النفط في حقول نفطية عدة في إقليم كردستان شبه المستقل شمال العراق أو تم تخفيضه عقب وقف صادرات النفط عبر خط أنابيب شمال البلاد.
من ناحية أخرى، انخفض إجمالي عدد منصات الحفر النشطة في الولايات المتحدة بمقدار 3 هذا الأسبوع، حيث انخفض إجمالي عدد الحفارات إلى 755 هذا الأسبوع - 82 منصة أعلى من عدد الحفارات هذه المرة في عام 2022 و320 منصة أقل من عدد الحفارات في بداية عام 2019 قبل انتشار الوباء.
وذكر التقرير الأسبوعي لشركة "بيكر هيوز" الأمريكية أن حفارات النفط في الولايات المتحدة انخفضت بواقع 1 هذا الأسبوع إلى 592. وتراجعت حفارات الغاز بمقدار 2 إلى 160. وبقيت الحفارات المتنوعة على حالها.
ولفت إلى انخفاض عدد الحفارات في حوض بيرميان بمقدار 1، ما عوض جزئيا عن زيادة الأسبوع الماضي بمقدار 3 منصات، فيما بقيت الحفارات في إيجل فورد على حالها.
ونوه التقرير الي انخفاض إنتاج النفط الخام في الولايات المتحدة مائة ألف برميل يوميا في الأسبوع المنتهي في 24 مارس عائدا إلى 12.2 مليون برميل يوميا، وذلك وفقا لآخر تقديرات إدارة معلومات الطاقة الأسبوعية، حيث ارتفعت مستويات الإنتاج في الولايات المتحدة بمقدار 500 ألف برميل يوميا مقارنة بالعام الماضي.
الاقتصادية السعودية
إدارة الموقع ليست مسؤولة عن محتوى التعليقات الواردة و لا تعبر عن وجهة نظرها
لا يوجد تعليقات حالياً