نفط وغاز وطاقة

تراجع العقود الآجلة لأسعار النفط الخام بأكثر من الواحد بالمائة خلال الجلسة الأمريكية

2017-09-28 -- 18:00 م

انخفضت العقود الآجلة لأسعار النفط الخام بما يفوق الواحد بالمائة متغاضية بذلك عن ارتداد مؤشر الدولار الأمريكي لأعلى مستوياته منذ 18 من آب/أغسطس وفقاً للعلاقة العكسية بينهما عقب التطورات والبيانات الاقتصادية التي تبعنها اليوم الخميس عن الاقتصاد الأمريكي أكبر مستهلك للطاقة عالمياً وفي ظلال حالة القلق التي تنتاب المستثمرين حيال تسارع وتيرة الإنتاج الأمريكي للنفط الصخري خلال الثلاثة أسابيع الماضية بأعلى وتيرة في نصف عقد من الزمان.

في تمام الساعة 06:46 مساءاً بتوقيت جرينتش انخفضت العقود الآجلة للنفط الخام الأمريكي "نيمكس" تسليم 15 تشرين الثاني/نوفمبر القادم 1.40% لتتداول حالياً عند مستويات 51.41$ للبرميل مقارنة بالافتتاحية عند 52.14$ للبرميل، كما تراجعت العقود الآجلة لخام برنت تسلم 15 تشرين الثاني/نوفمبر المقبل 1.14% لتتداول عند 57.24$ للبرميل مقارنة بالافتتاحية عند 57.90$ للبرميل، بينما انخفض مؤشر الدولار الأمريكي 0.25% ليتداول حالياً عن مستويات 93.13 مقارنة بالافتتاحية عند 93.36.

هذا وقد تابعنا عن الاقتصاد الأمريكي أكبر اقتصاد في العالم الكشف عن القراءة النهائية للناتج المحلي الإجمالي للربع الثاني والتي أظهرت اتساعاً 3.1% مقارنة بالقراءة الثانية السابقة والتوقعات عند نمو 3.0%، بينما أوضحت القراءة النهائية للناتج المحلي الإجمالي المقاس بالأسعار استقرار النمو عند 1.0% دون تغير يذكر القراءة الثانية السابقة والتوقعات، وجاء ذلك بالتزامن مع أظهر قراءة طلبات الإعانة الأسبوعية ارتفاعاً فاق التوقعات.

وفي نفس السياق، تابعنا يوم أمس الأربعاء الكشف عن التقرير الاسبوعي لإدارة معلومات الطاقة لمخزونات النفط والذي أوضح عجز بنحو 1.8 مليون برميل خلال الأسبوع المنقضي يوم الجمعة مقابل فائض نحو 4.6 مليون برميل في القراءة الأسبوعية السابقة، بخلاف التوقعات عند فائض بنحو 2.6 مليون برميل، لنشهد تراجع المخزونات إلى نحو 471.0 مليون برميل، بينما تظل المخزونات ضمن النطاق العلوي للمدى المتوسط لمثل هذا الوقت من العام.

وأوضح التقرير ارتفاع مخزونات وقود المحركات لدى الولايات المتحدة أكبر مستهلك للطاقة عالمياً بنحو 1.1 مليون رميل، لتظل بذلك المخزونات ضمن النطاق العلوي للمدى المتوسط لمثل هذا الوقت من العام، أما عن مخزونات المشتقات المقطرة التي تشمل وقود التدفئة فقد انخفضت بنحو 0.8 مليون برميل لتظل المخزونات بذلك ضمن النطاق السلفي للمدى المتوسط لمثل هذا الوقت من العام.

على الصعيد الأخر، فأن ارتفاع الصادرات الأمريكية لمستوى قياسي جديد عند نحو 1.49 مليون برميل يومياً مع زيادة قدرها 61% بالتزامن مع ارتفاع الإنتاج في الأسبوع الماضي بنحو 37 ألف برميل يومياً إلى نحو 9.55 مليون برميل يومياً ما يعكس أعلى مستوى للإنتاج الأمريكي للنفط الصخري منذ تموز/يوليو من عام 2015، قد  أثقل في نهاية المطاف على أداء أسعار النفط الخام.

وسط تسعير الأسواق لجدوى اتفاق خفض إنتاج النفط الخام العالمي من قبل منظمة الدول المنتجة للنفط أوبك والمنتجين من خارج المنظمة وعلى رأسهم روسيا والذي يقتضي بخفض الإنتاج بواقع 1.8 مليون برميل يومياً حتى نهاية آذار/مارس المقبل والذي يهدف لإعادة التوازن في سوق النفط والحد من المخزونات العالمية التي تستقر أعلى متوسط الخمسة أعوام الماضية بالتزامن مع تسارع نمو الإنتاج الأمريكي للنفط الصخري.

بخلاف ذلك، نود الإشارة إلى أن تراجع العقود الآجلة لأسعار النفط الخام للجلسة الثالثة على التوالي يأتي ضمن عمليات تصحيحية في  أعقاب ارتفاع العقود الآجلة لخام برنت خلال تداولات يوم الاثنين الماضي لأعلى مستوياتها في منذ تموز/يوليو من عام 2015 وارتفاع العقود الآجلة للنفط الخام الأمريكي "نيمكس" لأعلى مستوياتها في خمسة أشهر عقب تصاعد القلق حيال استفتاء إقليم كردستان على الانفصال من العراق.

ويذكر أن الحكومة الاتحادية العرقية صرحت أن تركيا وافقت على اتفاق حصري مع حكومتها المركزية تجاه صادرات النفط الخام الكردي، مع العلم أن إقليم كردستان العراق ينتج ما يقرب من مليون برميل يومياً وتصل حصة التصدير التي تمر عبر خط الأنابيب حتى ميناء جيهان التركي إلى نحو 700 ألف برميل يومياً، وذلك وسط معارضة الحكومة المركزية العراقية كل من تركيا، إيران وسوريا تلك البلدان الذي يمثل الأكراد جزء من نسيجهم الوطني الاستفتاء الذي أسفر عن الموافقة الكاسحة على استقلال الإقليم من العراق.