عاجل

ارتفاع أسعار النفط وسط قلق بشأن الإمدادات جراء التوترات الجيوسياسية    ارتفاع الذهب عالمياً اليوم الخميس خلال الدورة الآسيوية    كييف تطلق صواريخ بريطانية على روسيا    

لواء اسكندرون إلى سورية من البوابة الروسية ؟؟؟

2015-11-28

لواء اسكندرون إلى سورية من البوابة الروسية ؟؟؟
الإعلامية مها جميل الباشا
هناك فرضيات عدة توضع على طاولة فلاديمير بوتين للرد على إسقاط الطائرة الروسية سو– 24 فوق الأراضي السورية على الحدود المؤقتة مع تركيا في 24 تشرين الثاني 2015.
فرضية تقول بأن على روسيا شن حرب واسعة على تركيا بضربات نووية توجه إلى البنية التحتية الأساسية لمواقعها العسكرية مستخدمة الأسلحة النووية فورا لأنه "سيكون المصير الوجودي للأمة على المحك".كما جاء على لسان الخبير العسكري الروسي ميخائيل ألكسندروف، وهو خبير بارز في مركز الدراسات العسكرية والسياسية.
ومن الخطأ عدم استخدام روسيا للأسلحة النووية -حسب الكسندروف- لأن الغرب وتركيا سيحاولون جرنا إلى حرب تشبه حرب شبه جزيرة القرم والخوف من حرب استنزاف وإنهاك.
أما الفرضية الأخرى هي الحرب الإقليمية عبر استخدام أدوات غير عسكرية، من خلال دخول لاعبين ضد تركيا بصراع مسلح وهذا يكفي لتدمير تركيا والمقصود هنا " الأكراد" الأمر الذي يعني أن الحرب بالنسبة للأتراك تعني بدء اللعبة ليست فقط بمبلغ قيمته صفر، بل بمبلغ بقيمة سلبية، وان خيار السلاح النووي خيار أخير كما جاء على لسان سيرغي بيرماكوف مدير مركز تاوري للمعلومات التحليلية لموقع Politonline.ru
وأضاف "إذا ما أثارت تركيا النزاع وبدأت به، فهنا لن يكون من المؤكد أن يطبق الناتو المادة الخامسة، فالعدوان شيء والاعتداء شيء آخر، وعندما يكون البلد نفسه سبب النزاع ويجر بذلك حلف شمال الأطلسي فسيحاول الحلف التملص منه، فلا أحد على الإطلاق يريد أن يدخل في صراع مباشر مع روسيا، وذلك واضح لماذا، لأن التصعيد هنا يمكن أن يؤدي إلى حرب نووية".
العالم كله يراقب ويتابع مواقف القيادة الروسية من الجريمة التي قامت بها تركيا بإسقاط الطائرة الروسية سو 24 ..لكن لا أحد ممكن أن يخطر في باله بأن يكون رد بوتين صاعقاً بالنسبة لاردوغان ومن ورائه واشنطن بتزويد سورية بمنظومة صواريخ إس 400 بدل المنظومة التي كان يحلم بها الرئيس الراحل حافظ الأسد في تسعينيات القرن الماضي, هذه بداية فقط، ولكن ما يفكر به بوتين أقوى بكثير من كل الاحتمالات
هناك رد سيكون بالنسبة لاردوغان صفعة قد تودي به إلى حتفه السياسي والعسكري والاقتصادي والاجتماعي والديمغرافي واكثر من هذا
أشبعنا اردوغان بكلمته الشهيرة الديمقراطية ثم الديمقراطية وأن تركيا تقف إلى جانب الشعب السوري بغية تحقيق الديمقراطية !!! وبلده بعيدٌ عنها خاصة في حقبته.. عن أي ديمقراطية يتحدث وبلده رفض يوماً الاستفتاءين الشهيرين في (14-15 تشرين الثاني 1936) و (15 نيسان 1938) رفضاً جماهيرياً من كل أطياف لواء اسكندرون للانضمام لتركيا واكدوا قرارهم الطبيعي بديمومية الانتماء الطبيعي لسورية الأم
من منا لا يتذكر الاتفاق التركي الفرنسي المشؤوم في 23 حزيران 1939 الذي أدى إلى أن تحتل تركيا لواء اسكندون، اتفاق لا شرعي توّجه الفرنسي بلمساته الأخيرة قبل طرده من سورية ليعلن وبتحدٍ سافر ضم لواء اسكندرون إلى تركيا بعد سلبه وسلخه عن الوطن الأم سورية
هل سيكون رد بوتين الصاعق من بوابة لواء اسكندرون ؟؟؟؟
تدور أحاديث خلف الكواليس بأن ملف إعادة لواء اسكندرون إلى الوطن الأم سيكون العنوان الأبرز في المرحلة القادمة.. ولا سيما أن هناك جزءاً من سكانه ممن ينتمون إلى الطائفة الأرثوذوكسية ومن منا لا يعرف مدى اهمية هذه الطائفة بالنسبة لروسيا هذه من جهة ومن جهة ثانية الثأر من اردوغان ليكون درساً تلقنه إياه وليكون عبرة لغيره بأن يفكر ألف مرة قبل ان يلعب بالنار مع روسيا وهذا بالطبع رسالة للكيان الصهيوني
إلى من يسأل عن أحقية روسيا بفتح هذا الملف نقول له الجواب بسيط من خلال المخالفة القانونية التي قامت بها فرنسا باتفاقها المشؤوم مع تركيا ومنحها لواء اسكندرون زوراً وبهتاناً، وهي تعلم علم اليقين بان اتفاقية الانتداب الفرنسي على سورية والتي أقرتها عصبة الأمم المتحدة وقتئذٍ تنص المادة الرابعة منها على أنه ( لا يحق للدولة المنتدبة أي فرنسا التصرف تأجيراً أو تقسيماً للأرض السورية ولصالح طرف ثالث) فكيف لايفتح هذا الملف ومنظومة إس 400 مزروعة في ريف اللاذقية ؟؟؟
محاربة الإرهاب بالنسبة لروسيا أصبح واقعاً لا محالة واسترجاع كامل أراضي سورية قضية ملزمة لها، والإنجازات التي حققها الجيش العربي السوري بمساندة سلاح الجو الروسي خلال مرحلة التدخل الروسي تفوق كل الانجازات التي تحدث عنها التحالف الأمريكي - الغربي
بوتين تحدث مراراً بان هناك ثوابت لا يمكن التفريط بها ألا وهي حماية سيادة سورية كاملة والتمسك بحليفه الاستراتيجي الرئيس بشار الأسد و جيشه الذي صمد في وجه اعتى جيوش العالم حتى وإن كان عن طريق وكلائهم باسم الاسلام السياسي
بالنسبة لبوتين شفاء سورية من الإرهاب أصبح حقيقة أمام عينيه وأعين العديد من زعماء العالم ولا سيما أنه دخلها بطريقة شرعية بطلب من الحكومة السورية، وأنه درس كل الاحتمالات التي قد تعوق هذا الأمر وها هو يلمس بداياتها
اهتمام الشعب السوري بقضية عودة لواء اسكندرون أصبح هاجساً له باعتباره جزءاً لا يتجزأ من الوطن الأم سورية، هذا ما تجلى في عدم إزالة لواء اسكندرون من خريطة الجهورية العربية السورية وكذلك الكم الهائل من المعلومات التي تتضمنها مناهج التعليم في سورية حول تاريخ وعادات وتقاليد وثقافة وجغرافيا وخصائص اللواء كمحافظة سورية يترسخ كل ذلك في عقول الأجيال المتعاقبة ومن هنا برز شعار (لواء اسكندرون كان سورياً منذ الأزل وسيبقى سورياً وسيعود سورياً) .. هل ستكون من ثمار تضحيات الشعب السوري في هذه الحرب عودة اللواء إلى الوطن الأم سورية
السؤال الذي يسأل هل بعد لواء اسكندرون هل سيكون الجولان ؟؟؟
وإذا تم تحقيق حلم السوريين باسترجاع لواء اسكندرون من المحتل التركي فستكون الخطوة الثانية هي عودة كل ذرة تراب مسلوبة من سورية لأن القيادة والشعب في سورية لن يرضى إلا بتحرير كل جزء مغتصب وسيكون النصر الذي سيتحقق بفضل الجيش العربي السوري البطل على إرهابيي العالم درساً يعتبر منه كل العالم ولا سيما الكيان الصهيوني الغاصب
وختاماً لا يسعني إلاّ أن أذكر المثل العربي (وجنت على نفسها براقش) وهذا لا ينطبق على تركيا فقط وإنما الكيان الصهيوني ومن ورائه المخطط والممول لتدمير سورية على مدى خمس السنوات الماضية


التعليقات

إدارة الموقع ليست مسؤولة عن محتوى التعليقات الواردة و لا تعبر عن وجهة نظرها

لا يوجد تعليقات حالياً

شاركنا رأيك

Create Account



Log In Your Account