عاجل
بقلم الإعلامية مها جميل الباشا.. رئيسة نحرير صحيفة آساد الأرض
خرج علينا محمد البرادعي بائع العراق بتغريدة على تويتر يثني فيها على رئيس وزراء كندا لأنه قام باستقبال اللاجئين السوريين يرافقه مجموعة أطفال أنشدوا " طلع البدر علينا", ويعتبر هذا الموقف أو هذه المبادرة "بصيصا من النور وسط الظلام".
عن أي ظلام تتحدث يا سيد برادعي وأنت من ساهم في تلوين سماء العراق والمنطقة بالظلام !!!
عن أي ظلام تتحدث يا سيد برادعي وأنت وأمثالك من ساهم في تشريد الملايين من العراق والمنطقة العربية ؟؟؟
بصيص النور الذي تتحدث عنه ,بدأ اللاجئون يستشعرون به ظلاماً قادماً من وراء البوابة التي ينتظر أهلها انتعاش اقتصادهم الذي اقترب من مشارف الانهيار، الاستقبال الحافل للاجئين لم يكن من أجل الإنسانية التي يتحدثون عنها ولا من أجل إنقاذهم من براثن القتل والذبح الذي صدروه لنا بوحش اسمه داعش.
هل تسطيع يا سيد براعي أن ترد على تقارير الإعلام الغربي عندما كتب بأن الأوساط الالمانية تبذل كل ما في وسعها لتسريع دخول اللاجئين إلى سوق العمل الالماني الذي يعاني من نقص باليد العاملة خاصة عندما صرح رئيس اتحاد الصناعات الألمانية واسع النفوذ أولريش غريللو قبل أيام "إذا ما تمكنا من إدخالهم سريعا في سوق العمل، فسنساعد اللاجئين ونساعد أنفسنا" ؟؟؟
وهل سمعت أو قرأت في الصحف الغربية بأن المؤسسات الاقتصادية تعاني من نقص في اليد العاملة لذلك بدأت تنظر بمزيد من الاهتمام إلى المرشحين للحصول على اللجوء، وتعتبرهم هبة ثمينة في بلد يميل إلى الشيخوخة كألمانيا وفنلندا وغيرهما ؟؟؟
وهل سمعت يا سيد برادعي بقول رئيس اتحاد أرباب العمل في ألمانيا عندما قال: إن ألمانيا التي تراجعت فيها البطالة إلى أدنى مستوياتها (6.4%) منذ اتحاد شطري البلاد تحتاج اليوم إلى 140 ألف مهندس ومبرمج وتقني إضافة إلى أن قطاعات الحرف والصحة والفنادق تبحث أيضاً عن يد عاملة، و40 ألف فرصة عمل تدرب شاغرة لهذه السنة؟؟؟
على ما يبدو لا يعلم ولا يقرأ السيد البرادعي أن مؤسسة بروغنوس تتوقع نقصاً في اليد العاملة خلال الخمس السنوات القادمة لذلك صرحت بأن ألمانيا سوف تواجه نقصاً يقدر بـ 1.8 مليون شخص في جميع القطاعات وهذا ما يؤكد بان المانيا تفكر باستخدام اللاجئين مدة لا تتجاوز الخمس سنوات هذا إن لم يصدق أولريش غريللو عندما قال بأن ألمانيا سوف تواجه نقصاً يقدر بـ 3.9 ملايين شخص على مشارف عام 2040 ، لذا يجب على ألمانيا الإسراع في قبول اللاجئين ولا سيما أنهم مازالوا شباناً وتتوافر لديهم "فعلاً مؤهلات جيدة".
على كل حال القيود التي وضعتها ألمانيا للحيلولة دون مغادرة اللاجئين أراضيها إلا بموافقتها أكبر دليل على أنها وجيرانها الأوروبيين يريدون سجنهم إلى أن تنتهي أزمتهم الاقتصادية.. ومن ثم الله وحده يعلم بما سيحصل لهؤلاء اللاجئين بعد ذلك !!!؟؟؟؟
ليست ألمانيا والسويد وحدهما اللتان سعيتا إلى فتح أبوابهما للاجئين العراقيين والسوريين ومن مختلف أصقاع الأرض بهدف تشغيلهم ضمن قطاعاتها الاقتصادية وإنما بريطانيا وأمريكا وفرنسا أيضاً وافقوا على استقبالهم ولا ننسى كندا وتشجيعها على دخول اللاجئين لنفس الهدف ، وإلا لماذا سخر الرسام روبرت بانسكي بلوحته التي شيدها على جدران منطقة كاليه الفرنسية حيث تواجد اللاجئون، مستهزئاً فيها من الأوروبيين وعاطفتهم الإنسانية المفاجئة التي بدت على وجوههم بين ليلة وضحاها .. في لوحته، يصور بانسكي ستيف جوبز مؤسس شركة آبل وهو يحمل حقيبة من قماش على ظهره ويحمل في اليد الاخرى جهاز كمبيوتر في إشارة واضحة إلى اصل جوبز وهو ابن مهاجر سوري وصل إلى الولايات المتحدة الأمريكية بعد الحرب العالمية الثانية.
من لا يعرف روبرت بانسكي فهو رسام غرافيتي مشهور، ظهرت رسوماته المختلفة في العديد من المواقع في بريطانيا خصوصاً في مدينة بريستول ولندن وحول العالم منها الضفة الغربية (فلسطين) على الجدار العنصري .. تتنوع رسوماته في الموضوع وأغلبها سياسية وثقافية واخلاقية ضمن إطار ساخر.
من أشهر رسوماته صورة الموناليزا وهي تحمل قنبلة، والتي أثارت العديد من التساؤلات والتحليلات العاجزة عن تفسير ما يقصده بانسكي من الصورة مع أني اعتقد أنها تصف الدول الأوروبية التي تتباهى بجمالها وبغموضها فيما تحمل بيديها الحرب والدمار للدول المستضعفة من أجل مصالحها الجيوسياسية كما بدا واضحا عبر التاريخ. وهذا ما قصده من لوحة اللاجئين آنفة الذكر.
لا يمكن لمن تسبب في اندلاع الحروب أن يكون الأم الحنون للذين شردوا نتيجة الدمار الذي خلفه ارهابيوهم, الذين دمروا البنى التحتية وكانوا السبب الرئيس في رحيلهم إلى حيث لا يدرون .. الزوارق التي أرسلوها لتحمل آلاف اللاجئين هي نفسها التي حملت الأسلحة لتدمير بلدانهم..
عندما وصل اللاجئون أوروبا قالوا: أنتم من أجبرنا على القدوم إليكم وأنتم من تسبب في تشريدنا وأنتم من دفعنا إلى المغامرة بحياتنا وترك كل ما نملك خوفاً من داعش التي صُنعت في زواريب استخباراتكم.
إدارة الموقع ليست مسؤولة عن محتوى التعليقات الواردة و لا تعبر عن وجهة نظرها
لا يوجد تعليقات حالياً