عاجل
من البوكمال إلى سوتشي ؟؟بقلم الإعلامية مها جميل الباشا
لم يمض على اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة أثنتان وسبعون ساعة حتى توالت الأحداث متسارعة ليعلن الجيش العربي السوري وحلفاؤه في محور المقاومة تحرير مدينة البوكمال بالكامل آخر معقل لتنظيم "داعش" الإرهابي.. ليسارع من بعدها كل من قاسم سليماني قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني وسماحة السيد حسن نصر الله إلى الإعلان عن انتهاء دولة الخلافة الإسلامية "داعش" في كل من العراق وسورية .. وبزيارة الرئيس بشار الأسد خلال الساعات الماضية إلى سوتشي الروسية للقاء الرئيس بوتين يتضح لمتابعي تلك الزيارة أن ما شوهد من صور واجتماعات ولقاءات كان أشبه بإعلان النصر على "داعش" الذي زرعه الصهيو أمريكي بغية تقسيم وتفتيت دول محور المقاومة (سورية والعراق ولبنان ) ....
هنا لا يمكنني أن اتجاهل ما قاله سليماني في رسالته إلى المرشد علي خامنئي معلناً فيها إنهاء سيطرة هذه الشجرة الخبيثة الملعونة : " أن ثبات الحكومتين السورية والعراقية والجيشين والشباب في هذين البلدين لها دور أساسي في هزيمة هذا التيار الخطير الذي أوجد لخلق فتنة مسمومة هدفها إشعال العالم الإسلامي بشكل واسع ودفع المسلمين للاقتتال فيما بينهم والتي نجم عنها خسائر لا يمكن إحصاؤها إلا أن الدراسات الأولية تشير الى 500 مليار دولار".
ولا يمكنني تجاهل ما جاء في كلمة سماحة السيد نصر الله المتلفزة يوم 20/11 من الشهر الجاري قوله: "عندما يعلن العراقيون والسوريون نصرهم على داعش الوهابية يجب الاحتفال بالنصر الكبير ، الذي وصفه بأنه انتصار القيم الإنسانية على التوحش ودعا كل شعوب المنطقة أن تقف وقفة تأمل حول من أوجد داعش الوهابية ودعمها ومولها وأن تتساءل ايضا من حارب داعش ، مؤكدا ان هذا النقاش يجب ان يحضر بقوة وأن مشروع التقسيم قد ولى إلى غير رجعة".
بالرغم من أهمية ما قيل على لسان كل من قائد فيلق الحرس الثوري وأمين عام المقاومة اللبنانية إلاّ أن زيارة الرئيس بشار الأسد إلى سوتشي الروسية واجتماعه ببوتين والقادة الروس العسكريين لها وقعها على الساحة الدولية والإقليمية خاصة في الاجندات الصهيو أمريكية التي برهنت فشلها على الساحتين السورية والعراقية.
وقف المحللون والخبراء السياسيون أمام جملة قالها بوتين للرئيس بشار الأسد خلال زيارته (إذ نحن نهنأكم على النتائج التي حققتها سورية في مكافحة الإرهاب وأن الشعب السوري اقترب من إعلان النصر المبين على الإرهاب) ...
قائلين: هل هي رسالة موجهة إلى الولايات المتحدة الأمريكية ومن في فلكها ؟؟؟
وهل الاتصال الهاتفي الذي جرى بين محمد بن سلمان ووزير خارجية أمريكا بعد الإعلان عن الزيارة التي قام بها الرئيس بشار الأسد إلى سوتشي كانت بمثابة رد ؟؟
علماً أن الاتصال الهاتفي بين ولي العهد السعودي محمد بن سلمان و تيلرسون كما جاء على قناة سكاي نيوز حول سبل مكافحة الإرهاب، وتنسيق الجهود لتعزيز أمن واستقرار المنطقة بهدف تبرئتهم مما حلّ في سورية والعراق من ويلات داعش وغير داعش من فصائل مرتزقة جاؤوا بها تحت مسميات إسلامية مختلفة كلها تصب تحت أجنحة القاعدة (الإسلام سياسي ) .
أم أن التنسيق والتشاور بين الجانبين السوري والروسي للوضع الراهن في سورية وشكل الخطوات القادمة وتصورها للعملية السياسية ودور الأمم المتحدة فيها قبيل القمة التي ستجمع بوتين بالرئيسين الإيراني والتركي. . " أزعج الولايات المتحدة الأمريكية ؟؟
يرى عدد من الساسة الغربيين أن ما قاله الرئيس بشار الأسد للرئيس بوتين في سوتشي على "أنّ "العملية العسكرية الروسية الداعمة للجيش السوري في الحرب ضد الإرهاب حققت نتائج مهمة وكبيرة على مختلف الصعد وعلى رأسها الإنساني والعسكري والسياسي". هو إعلان فشل الصهيو أميركية المتمثل بالتحالف الدولي الذي تقوده في سورية بزعم محاربة الإرهاب كان خارج السرب الروسي السوري في محاربتهم للإرهاب.
ليس الساسة الغربيون وحدهم من صرح بإعلان الفشل وإنما ما جاء في تصريحات قادة الكيان الصهيوني يؤكد الفشل الذريع الذي مُني به الصهيو أميركي في سورية
وإلاّ أين نضع ما صرح به إيهود باراك (وزير حرب الكيان الصهيوني) في تغريدة له على صفحته في موقع تويتر منتقداً سياسات نتنياهو بعد لقاء الرئيسين السوري والروسي في سوتشي ، قائلاً: "قبل 3 أشهر، بوتين التقى نتنياهو على ساحل البحر الأسود. وبالأمس: بوتين والأسد أيضاً على ساحل البحر الأسود. البحر هو نفسه وبوتين هو بوتين، لكن علاقاتنا الخارجية مُنيت بفشل ذريع".؟
وسبقه وزير الحرب الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان كان قد طالب بزيادة الميزانية المخصصة للأمن بمقدار مليار دولار للشروع في بناء فرق عسكرية ومنظومات دفاع جوي، بسبب التغييرات النوعية التي جرت في المنطقة ولا سيما بعد فشل "داعش" .
ولا نخفي أن ما قاله الرئيس بشار الأسد في سوتشي بأن سورية تدعم أي عمل سياسي محلي كان أم دولي أغلق كل الأبواب التي قد تحاول أمريكا اللعب من خلالها ...وأن دمشق مستعدة للحوار مع كل المهتمين بالتسوية السياسية للأزمة في سورية، والعمل مع كل بلد مستعد للمساهمة في الحل السياسي طالما أنه يعتمد على السيادة السورية والقرار السوري.. شرط تأمين روسيا عدم تدخل أي دولة كانت في العملية السياسية في سورية.
من المؤكد أن الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاءها لن يتركوا سورية وشأنها وأن غرف العمليات لهذا الغرض قد فتحت وهذا ما أكده سماحة السيد حسن نصر الله عندما قال في كلمته الأخيرة: إن دولة الخلافة انتهت لكن من تبقى من مقاتليها سوف يتم انضمامهم إلى قسد أو (قوات سورية الديمقراطية) للعودة بهم إلى دولنا.
في النهاية ما جاء على لسان اللواء المتقاعد والذي يقود الآن مسار التطبيع بين السعودية والكيان الصهيوني أنور عشقي، أن الاجتماع غير العادي لوزراء خارجية الدول العربية، بمقر الجامعة العربية بالقاهرة، الهدف منه توحيد الموقف العربي في مواجهة التدخلات الإيرانية، وصيانة الأمن القومي العربي، كان حبراً على الورق إذا ما قلنا إن إيران كانت تساند سورية والعراق في مكافحتهما للإرهاب وإن القرارات الصادرة عن اجتماع وزراء الخارجية العرب لا تقدم ولا تؤخر وليس كما قال العشقي: لافتاً إلى أن عدم حضور ممثلي بعض الدول العربية للاجتماع، "لا يقدم ولا يؤخر" في الأمر شيئاً.
قبل زيارة الرئيس بشار الأسد إلى سوتشي الروسية ليس كما بعدها (جملة الاتصالات التي أجراها الرئيس بوتين مع قادة دول المنطقة حول نتائج زيارة الرئيس بشار الأسد إلى سوتشي) إذ إن الشعب السوري الذي ضاق الأمرين من ويلات تلك الحرب الشرسة التي شنت عليه قرابة السبع سنوات يترقب إعلان بدء الحوار الوطني السوري السوري في سوتشي الذي ستنجزه موسكو خلال أيام ليكون بداية العملية السياسية التي اتفق عليها الجانبان السوري والروسي في سوتشي الروسية .
إدارة الموقع ليست مسؤولة عن محتوى التعليقات الواردة و لا تعبر عن وجهة نظرها
لا يوجد تعليقات حالياً