عاجل
تتفاعل الغالبية العظمى في العالم مع ما يحدث في فرنسا منذ أيام، كما أن الأغلبية تتهم الإسلام بانه وراء الجريمة التي أودت بحياة أربعة رسامي كاريكاتير في صحيفة شارلي ايبدو الساخرة. الدين الإسلامي لا يمثله حفنة من المجرمين والمرتزقة وأصحاب السوابق المسيئين للسلوك الأخلاقي بكل ما تعنيه الكلمة من معنى... الولايات المتحدة الأمريكية والكيان الصهيوني وحدهما يعرفان ما حدث وما سيحدث بعد جريمة شارلي ايبدو، لكن من حقنا أن نسأل: من هو المجرم الحقيقي ومن هي الضحية القادمة ؟ لماذا في هذا التوقيت بالذات ؟ لماذا يحاول الإعلام الغربي ربط الإرهاب المنتشر في العالم بالإسلام ؟ أين الحكومة الفرنسية مما حدث في وضح النهار وعلى مرأى الجميع ؟؟ كيف دخلت الأسلحة المتطورة التي استخدمها الإرهابيون إلى أراضيها ؟؟ كم من العصابات التي شردت وقتلت في فلسطين والعراق وسورية وأفغانستان وليبيا وغيرهم تحت أسماء واهية (الحرية والمساواة)، هل يحق لنا أن ننسبها جمعيها إلى الدين اليهودي والمسيحي كونهم ينتمون للغرب ؟ الأهداف الجيوسياسية هي التي تحدد هوية الدين المستهدف، ما إذا كان سيخدم مشروعهم أم لا . فالغرض زيادة التطرف وإشعال فتن جديدة في مناطق جديدة على غرار دور جماعة الإخوان المسلمين التي أسستها بريطانيا في أربعينيات القرن الماضي و جماعة باري سان جيرمان (psg ) الفرنسية الممولة صهيونياً وهي على الأغلب من قامت بهذه الجريمة. منذ عقود ونحن نحارب هذه الجماعات مسلمين وغير مسلمين، عشنا ويلات إرهابها أيام الراحلين جمال عبد الناصر وحافظ الأسد والآن تحت مسميات الربيع العربي وما افرزه من أسماء مختلفة كداعش والنصرة إلخ ... عجباً من الأب الروحي لتلك الجماعات الذي يتباكى اليوم على أطلال شارلي ايبدو !!؟؟ لماذا صحيفة شارلي ايبدو ؟ ولماذا هدفهم هذه المرة وسيلة إعلامية نعلم جيدا أنها اعتادت نشر الرسوم المسيئة لرموز دينية وسياسية ؟ في الحقيقة هناك سلاح فعال دخل من بوابة القرن الحادي والعشرين لم يكن في حسباننا إلى جانب الاقتصادي والعسكري وهو الجانب الإعلامي (السلاح الأشد فتكاً) والذي بدأ الغرب اليوم يتخوف منه، هذا ما صرح به الرئيس السابق لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) بيتر هوروكس في مقال نشر في صحيفة الغارديان البريطانية مؤخرا،ً بأن الدب الروسي والتنين الصيني استطاعا أن يسيطرا على الإعلام من بوابة قناة روسيا اليوم (rt ) والتلفزيون الصيني الرسمي (cctv ) وقد استشهد بذلك من خلال الدعاية الإعلامية الروسية الحكومية الناجحة في المهمة التي كلفت بها بشأن اوكرانيا والأزمة السورية الأمر الذي أجبر محطات عريقة على تغيير خططها ووجهتها ( cnn – bbc ) بالإضافة إلى قناة الجزيرة والعربية وغيرهم لصالح أمريكا والكيان الصهيوني. وبالعودة لشارلي ايبدو كضحية تمّ اختيارها بعناية لكسب ثقة وعطف الشعوب بعد أن استطاع الإعلام الروسي والصيني استمالتها لتضعنا أمام هذه الحقيقة. والتي اكدتها نسبة المبيعات و الاستطلاع لتلك الصحيفة بعد الجريمة وهي تهيئة الرأي العام الغربي لعدوان قادم على منطقتنا، والذي حذر منه سماحة السيد حسن نصر الله والرئيس بشار الأسد بالأمس واليوم. وهي الصحيفة نفسها التي كانت توزع في أحسن احوالها 60 ألف نسخة وبالأمس وزعت 5 ملايين نسخة مترجمة لست عشرة لغة
إدارة الموقع ليست مسؤولة عن محتوى التعليقات الواردة و لا تعبر عن وجهة نظرها
لا يوجد تعليقات حالياً